أكد عدد من العلماء والدعاة والمفكرين أن الله عز وجل لينطق الحق على ألسنة كثير من الناس والحق واضح وضوح الشمس، وأشاروا إلى أن تهنئة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والمسلمين بمناسبة عيد الأضحى المبارك وانتهاء موسم الحج وما تضمنته البرقية من عبارات تبرز قيم السلام والتسامح في الدين الإسلامي وإيمان المسلمين بملة إبراهيم عليه السلام وهي شهادة تاريخية صدرت من الرئيس الأمريكي بعد 14قرنًا من بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. الحجاج الامريكيون وأشاروا إلى أن تأكيد أوباما في برقيته المرسلة للمليك أنه فخور بانضمام آلاف الحجاج الأمريكيين إلى ما يقارب من 3 ملايين مسلم يؤدون حج هذا العام، وأضاف إن المسلمين يستعيدون إحياء ذكرى استعداد نبي الله إبراهيم للتضحية بابنه من خلال تبرعهم بالأضاحي للفقراء والمحتاجين خاصة في القرن الأفريقي الذين أضحى أهله في أشد حالات الاحتياج في القرن الإفريقي نتيجة الجفاف والمجاعة وقال: إن تغلب المسلمين على اختلاف أعراقهم وخلفياتهم الاقتصادية وما يفرقهم وتفرغهم للعبادة.. درس للإنسانية جمعاء، ودليل على فهمه لتعليم الإسلام وإدراكه أنها تجلب الخير للبشرية جمعاء، وطالب الدعاة الغرب بدراسة الإسلام دراسة صحيحة وإنصافه فى مجتمعاتهم. مفاهيم راسخة الدكتوريوسف بن عبدالله الوابل وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام المساعد قال هذه المفاهيم الإسلامية راسخة منذ بعثة النبى صلى الله عليه وسلم ومن قبله الأنبياء وملة إبراهيم هى التوحيد وهو دين جميع الأنبياء والمرسلين فكل نبي كان يدعو قومه إلى الإسلام من آدم إلى نوح إلى ابراهيم إلى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام كلهم يقولون توفنى مسلمًا وألحقنى بالصالحين فالدين واحد وهو التوحيد وعبادة الله وحده لكن شرائع الأنبياء مختلفة فكل نبي له شريعة وأكمل هذه الشرائع وأتمها هي شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهي ناسخة لجميع الشرائع. ملة ابراهيم وقال الوابل تعبير الرئيس أوباما أن هذه ملة ابراهيم نحن لا ننكرها بل مأمورون باتباعها، ولاشك أن شريعة الإسلام كاملة وتامة وهي تحقق الخير للبشرية جمعاء وجميع المبادئ السامية وجميع الأخلاق الفاضلة والتعاليم السمحة موجودة في شريعة خاتم النبيين وغمام المرسلين وسيد الأولين والآخرين محمد عليه الصلاة والسلام، فكلمة الرئيس الأمريكي أوباما بأنها ملة ابراهيم لاشك أننا نتبع ملة ابراهيم في العبادة التوحيد، وما يشاهده غير المسلمين من التزام المسلمين بالأخلاق الفاضلة والتسامح منبعه من تعاليم ديننا ومن شرع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونحن في هذه البلاد فخورون بخدمة المسلمين من جميع أقطارالأرض سواءً من أمريكا وأوروربا وروسيا والهند وغيرها، فالمسلمون إخوة كما قال الله (إنما المؤمنون إخوة) ونتمنى من الغرب وأوربا وأمريكا وغيرهم أن يطلعوا على تعاليم الإسلام وأن يعرفوا ما فيه من تعاليم وإرشادات وما يوجد فيه من أخلاق عالية وآداب سامية وشريعة تدعو إلى العدل والسلام والحرية وتدعو إلى كل ما فيه سعادة البشرية كما قال تعالى (فلنحيينهم حياة طيبة). درس للإنسانية وأضاف الدكتور يوسف الوابل في قول أوباما أن الحج درس للإنسانية جمعاء أو قول لاشك أن الحج من أبلغ الدروس ومن أعظمها، حيث يجتمع هؤلاء المسلمون لأداء هذه الفريضة على اختلاف أجناسهم ولغاتهم وتنوع دولهم كلهم يقفون في مكان واحد في المشاعر المقدسة بلباس واحد بتلبية واحدة ونداء واحد كما قال الله تعالى لإبراهيم عليه السلام (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق) فهو درس للإنسانية بحيث تتمثل فيه الأخوة الحقيقية بين هذه الأجناس المختلفة في طبائعها وأعراقها وفي ألوانها ولغاتها ومع هذا كلهم يتجهون لقبلة واحدة ورب واحد ويتبعون نبيًا واحدًا وكتابًا واحدًا هو درس للإنسانية لكي يستلهموا من تعاليم الإسلام معنى الأخوة الحقيقية ومعنى التسامح والمحبة ومعنى السلام. الحق واضح وقال الدكتور حسن بن علي الحجاجي عميد معهد الأئمة والدعاة برابطة العالم الإسلامي إن الله عز وجل لينطق الحق على ألسنة كثيرمن الناس والحق واضح وضوح الشمس ونبي الله إبراهيم عندما أمره ربه سبحانه وتعالى بأن يؤذن في الناس قال وأنى يصل صوتي يارب قال عليك النداء وعلينا البلاغ فصعد على جبل أبي قبيس وقال أيها الناس حجو بيت ربكم. فأجابه كل من في أصلاب الرجال وأرحام النساء وأصبحت التلبية على مر العصور والأزمان هذه هي شعيرة الحج ولذلك حتى المشركون كانوا يقولون لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك، مع شركهم يلبون فلذلك دعوة نبي الله ابراهيم «ما كان ابراهيم يهوديًا ولا نصرانيًا ولكن كان حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين» ودعوة ابراهيم قد وصلت إلى كل نسمة مسلمة قبل أن تخلق بإذن الله عز وجل. قول حق وأكد الكتورالحجاجي أن ما قاله الرئيس الأمريكي هو قول حق لا مرية فيه قد جاء كتابنا يوضح ذلك وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم توضح ذلك فهذا الحج شعيرة من شعائر الإسلام، الله عز وجل جعل الحج الركن الخامس من أركان الإسلام لمن استطاع إليه سبيلا ولذلك يحجون من جميع الأجناس وبشتى اللغات والله الذي خلقهم يعرف لغاتهم ويسمع حوائجهم ويجيب سؤلهم ولذلك ينبغي للإنسان أن يتأمل في هذه المقاصد في هذه الشريعة شريعة الله عز وجل في فرض هذا النسك على عباده المؤمنين ولذلك تلاحظ العظمة في أن الحج عندما تنظر إليه أجناس متعددة لغات متعددة وعلاقات اجتماعية متعددة هذا كله يدلل على أن وحدة الإسلام تجمع ولا تفرق توحد ولا تشتت لذلك نحمد الله أن هدانا للإسلام وكما يقول عمر رضي الله عنه «نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله». اعتراف بالقيم وقال الدكتور سعد بن علي الشهراني المدير التنفيذي للملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين ما ذكره الرئيس الأمريكي باراك أوباما هو اعتراف بالقيم العليا التي جاء بها الإسلام وهي تتجلى واضحة من خلال هؤلاء الملايين الذين يجتمعون في هذه البقعة المباركة فهو لم يأت بجديد ولكن أقّر واعترف بهذه المضامين وهذه القيم العليا في الإسلام. وأضاف وقيم الحج تغير الكثير من المفاهيم والتصورات الخاطئة حتى لدى هؤلاء المسلمين الجدد الذي يأتون بأفكار وتصورات خاطئة فيأتي هذا الحج ليغير هذه التصورات الخاطئة وعلى سبيل المثال الرجل الأمريكي الشهير مالكوم إكس الذي كان يعتقد أن الإسلام إنما هو للسود وليس للبيض وحينما حج هذا الرجل تغيرت كل هذه التصورات وكتب في مذكراته التي لا تخلو منها مكتبة من مكتبات أمريكا بأن الحج غير كياني وغير آرائي وأفكاري، وهذا هوالرئيس الأمريكي أوباما يعتز بهذه القيم التي ينبغي لنا أن نعتز بها وأن نرفع رؤوسنا شامخة بأننا نملك هذه الحضارة وهذه القيم العليا والاختلاف سنة كونية لكن المهم ألا يكون اختلاف تضاد وأن يكون اختلاف تنوع. اختلاف الملل وقال الشهراني اختلاف الملل والنحل هو من اختلاف التضاد ولذلك الله سبحانه وتعالى قال (ولايزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم) فهذه الاية تنص على الاختلاف المذموم وليس الاختلاف المحمود كما يفهم بعض المسلمين من خلال هذه الآية فهمًا خاطئًا يعتبر أمرًا مشروعًا ولذلك قال الله تعالى في هذه الآية (إلا من رحم ربك) فاستثنى الأمة المرحومة من هذا الاختلاف المذموم، والإسلام يسعى إلى التعايش السلمي وليس إلى هذه الحروب الطاحنة التي أكلت الأخضر واليابس في عالمنا المعاصر.