أنقلُ هنا بتصرّف، مقتطفاتٍ من حوارٍ بين صحفيٍّ عربيٍّ ومستعربٍ يابانيٍّ، اسمه «نوبوأكى نوتوهارا»، الذي عاش في الدول العربية سنواتٍ طويلةً، تعلّم خلالها اللغة، وقرأ الأدبَ العربيَّ، وترجم إلى اليابانية عددًا من الروايات لأبرز كتّاب القصة العرب، وفي نهاية المطاف أصدر كتابه «العرب» وجهة نظر يابانية. روى فيه انطباعاته عن عالمنا العربي. والكتاب فيه شيء من اليابان التي نهضت بسرعة البرق، وفيه أشياء عن بلاد العرب التي تعاني التخلّف، والبيروقراطية، وشتّى أنواع الفساد. أمّا الحوار فلنقرؤه سويًّا: سؤال.. ماذا عن حرية الكاتب في اليابان؟ - لا يعاني الكاتب الياباني من الرقابة. الرقابة عندنا على كلمات مثل أعمى، أو أعرج. سؤال.. هل صادفت حالة كهذه؟ - أكثر من مرة. فعندما ترجمت قصة (بيت من لحم) ليوسف إدريس، سألني الناشر أن أغيّر ترجمة كلمة أعمى.. وكما تعرف فإن بطل القصة «مقرئ» أعمى. سؤال.. كيف تترجمون هذه الكلمات؟ - نقول شخص ليس لديه سهولة في استخدام العين. سؤال.. هل يدخل الكاتب الياباني السجن بسبب كتابته؟ - الكاتب الياباني يدخل السجن إذا سرق فقط!. والحالة هذه تكاد تكون معدومة في دول عربية عديدة تدّعي الديموقراطية!!.