قال المخرج ممدوح سالم ل«المدينة» إن الشباب السعودي يمتلك عدة مواهب فنية غير مؤهلة أو بحاجة للاستثمار، وهنا يأتي دور المؤسسات الثقافية ممثلة في جمعيات الثقافة والفنون والأندية الأدبية في مصاف الجهات المسؤولة عن تبني المواهب الشابة، فالجمعيات تختص بمجال الفنون الموسيقية والآدائية والبصرية، والأندية مسؤولة عن النشاط الفكري والأدبي، أي أن كلاهما مكمل للآخر، معتبرًا أن الشباب في الآونة الأخيرة بدأوا يصقلون مواهبهم باجتهادات ذاتية من خلال الاطلاع والتجربة العملية، ويأتي من ذلك البرامج الفنية التي تُطرح من خلال وسائل الإعلام الجديد، ويعتمد الشباب على تعليقات المشاهدين وانتقاداتهم لتطوير أدواتهم الفنية، ورغم غياب الجهات الأكاديمية المتخصّصة التي ترعى المواهب الشابة، إلا أنه تقام بين الحين والآخر عدد من الدورات الفنية في عدد من القطاعات الخاصة بغرض دعم المواهب الفنية، ويقع على عاتق صنّاع الدراما والمنتجين دورا أكبر في تقديم الدعم الملموس للطاقات الفنية الشابة. وأضاف سالم: قطاع الإعلام بمختلف تخصّصاته يشهد نموًا متنوعًا في السوق السعودي، وهذا النمو سيعمل على توفير عدد من الفرص الاستثمارية والوظيفية للشباب والتي من شأنها تخلق مستقبلا لشباب الأعمال، خاصةً أن الإعلام بحاجة للإبداع والتغيير، لكن ما سيفتح آفاق الأعمال هو الإعلام الجديد ودوره في تشكيل الرأي العام، حيث يتناول معاناة المجتمع والشباب بعيدًا عن الإقصاء الذي يمارسه الإعلام التقليدي، مما يدل على القوة التي يحظى بها الإعلام الجديد ليجد دوره ومكانه في المتابعة الجماهيرية. وبسؤاله عن تناول السينما والدراما السعودية للمشكلات والصعوبات التي تقف أمام الشباب اليوم وما دورها في تقديم المعالجة لهذه الصعوبات، قال سالم: السينما والدراما وجهان متشابهان لعملة مختلفة، فرغم أن الدراما السعودية خطت خطوات عدة في تناولها لعدد من قضايا المجتمع السعودي إلا أن السينما استطاعت أن تخرج عن نطاق القضايا التلفزيونية وتجعل لها خطًا مختلفًا ومتميزًا بعيدًا عن تدخلات القائمين على القنوات الفضائية، بل استطاعت السينما أن تضع بعض الحلول الناجعة وتفوّقت على قرناء لها في دول مختلفة من خلال المهرجانات والاحتفالات السينمائية الدولية رغم عدم توفر بنية تحتية للسينمائيين السعوديين. وعن تجربتة في معرض شباب الأعمال، قال: تجربتي مع شباب الأعمال كانت من خلال فيلم «انطلاقات» حيث قدمنا من خلاله إنجازات لجنة شباب الأعمال خلال مسيرتها من برامج وأنشطة، كما قدم الفيلم نماذج لقصص نجاح واقعية تمثلت في أربعة نماذج من شباب وشابات الوطن، وقد خلق الفيلم روحًا من التجانس بين شخصيات الفيلم من خلال محاور متعددة شملت بداياتهم وتحديات الفشل وصعوبات النجاح وطموحاتهم وأمانيهم، وقدمنا في الفيلم طريق النجاح من خلال السرد الفني المتسلسل لأبطال الفيلم من خلال تجربتهم في مجال صناعة الأعمال بطريقة عفوية تعبّر عن ذاتهم وهويتهم، حيث يهدف معرض شباب الأعمال إلى تسويق وترويج شركات ومنتجات شباب الأعمال وتقديم الأفكار الجديدة من شباب الأعمال لمستثمرين وشركات كبيرة وإقامة تعاملات تجارية بين شباب الأعمال والشركات الكبيرة، وقد شارك في المعرض هذا العام ما يقارب من 300 شاب وشابة أعمال وأقيمت عدد من الفعاليات والندوات. وتطرّق سالم للحديث عن المسرح، حيث قال: مسرحية «صنع في السعودية» حققت نجاحًا منقطعًا النظير بدلالة الحضور الجماهيري الذي تجاوز عشرة آلاف مشاهد رغم أن المسرحية من تمثيل شباب صاعد وهذه كانت مغامرة درسناها بعناية لدعم نجوم واعدين، ويأتي مستقبل المسرح السعودي في أن تتولى وزارة الثقافة والإعلام تنظيم ومتابعة الإنتاج والعرض المسرحي ورعاية المنتمين له، ووضع خطة طويلة الأجل لإنشاء مراكز ثقافية تشتمل على بنية تحتية توفر كل التجهيزات اللازمة لمختلف أوجه النشاط الثقافي والفني من مسارح وقاعات عروض في مدن المملكة المختلفة، وإعادة هيكلة المؤسسات الثقافية القائمة كالأندية الادبية وجمعية الثقافة والفنون وجمعية المسرحيين السعوديين والأندية المسرحية في الجامعات السعودية، ورصد مخصّصات كافية في الميزانية للإنفاق على كل الانشطة المسرحية وتطويرها، وتبني المواهب الفنية الشابة في مجال المسرح والفنون الأخرى عن طريق تدريبهم وابتعاثهم مع أهمية انشاء اكاديمية سعودية للفنون وذلك من خلال إيجاد استراتيجية واضحة للمسرح يرسم خطوطها مسرحيون الألفية الثالثة لتساعد على احتضان المسرح بحيث يتقبله المجتمع ويسعى للتفاعل معه.