جاءت عطلة عيد الأضحى هذا العام في أجواء خريفية ممتعة، ساعدت المعيدين على قضائها في أحضان الطبيعة سواء الصحراوية، أو الريفية، أو البحرية في مناطق المملكة المختلفة. وفي منطقة تبوك ومحافظاتها الساحلية توافد العديد من الراغبين في الاستمتاع بقضاء أيام العيد ولياليه في أحضان تلك الطبيعة الساحرة في مدن المنطقة الداخلية أو الساحلية، التي قدموا إليها من مدن ومناطق عديدة، حيث شجعهم على القدوم لمنطقة تبوك الأجواء المعتدلة التي تشهدها، مع ميلها للبرودة هذه الأيام خاصة في مدينتي تبوك وتيماء، بينما تميل أجواء المحافظات الساحلية خاصة أملج، والوجه، وضباء للدفء المشمس نهارًا مع برودة لطيفة ليلا. ونظرا لتوافد تلك الأعداد الكبيرة من المحتفلين بالعيد إلى مدينة تبوك شهدت استراحاتها الواقعة على طريق المدينةالمنورة إقبالًا كثيفًا، دفع بعدد من أصحاب هذه الاستراحات إلى عمل نظام لترتيب حجوزاتها خلال إجازة العيد. حيث تراوحت أسعار إيجاراتها بين 800 و1100 ريال يوميًا حسب جودة الاستراحة ومميزاتها من مساحات وحدائق داخلية وأحواض سباحة وملاعب، وتجهيزات وأثاث وغيرها. «المدينة» استطلعت آراء بعض مستأجري تلك الاستراحات، حيث قال صالح العطوي من تبوك أن أسعار الاستراحات هذا العام مناسبة؛ وإن كان يتمني أن تتطور للأفضل من حيث التجهيز والنظافة؛ بما يتلاءم مع احتياجات الأسر خاصة. فرصة للتجمعات بينما كانت وجهة نظر أبو ريان الشمري من حائل أن الاستراحات أصبحت ضرورة اجتماعية في هذا الوقت، حيث تتيح للعائلات الاجتماع في المناسبات لتعويض ما تفتقده الأسر من علاقات حميمة فيما بينها في ظل تصارع وتيرة المشاغل والاهتمامات الحياتية طوال أيام السنة، نتيجة انشغال رب الأسرة. وفي مدينة تيماء اختلف الوضع نظرًا لمحدودية عدد الاستراحات وقلتها في المدينة وضواحيها، مما دفع العديد من أهالي مدينة تيماء للتوجه إلى البراري الصحراوية القريبة منهم لذبح أضاحيهم، والاستمتاع بجو البر المعتدل الذي لم يصبه برد الشتاء بعد. ولم تشهد حقل إقبالًا كبيرًا نظرًا لبرودة الجو مقارنة بالدفء في ضباء والوجه وأملج، ورغم ذلك تم إشغال عدد كبير من الاستراحات تراوح سعر الإيجار اليومي لها ما بين 550 و1100 ريال، وهو سعر يقل كثيرًا عن الأسعار التي تم بها إيجار نفس الاستراحات خلال عطلة عيد الفطر الماضي. وتفاوت سعر إيجار الشاليهات البحرية في ضباء، من 150 إلى 400 ريال لليوم الواحد نظرًا لصغر حجمها، وبساطة تجهيزها مقارنة بالاستراحات الداخلية، وكان الإقبال جيدًا مقارنة بعيد الفطر الماضي، وتمنى فهد التميمي من الجوف أن تكون الخدمات في هذه الشاليهات أفضل حتى لو ارتفعت الأسعار بشكل مقبول ومناسب يبرره وجود خدمات أفضل. شاطئ زاعم وفي الشاليهات البحرية على شاطئ زاعم، توافد عدد كبير من العائلات والشباب، من المحافظات القريبة، وتفاوتت أسعار إيجار الشاليهات البحرية هناك بين 400 و1000 ريال، حيث شهدت الاستراحات إقبالًا جيدًا في شاطي زاعم كما شهدت الاستراحات الموجودة في شمال محافظة الوجه وجنوبها إقبالًا جيدًا، حيث تراوح الإيجار اليومي لهذه الاستراحات بين 200 و500 ريال. وشهدت محافظة أملج إقبال عدد كبير من الزوار والمتنزهين من خارج المحافظة، مما رفع أسعار الإيجار اليومي للاستراحات فيها والتي تراوحت ما بين 450 و1300 ريال، خاصة في شاطئ الدقم الذي تتوفر به الشاليهات البحرية. وكانت وجهة نظر البعض من الزوار أن هناك مبالغة في أسعار إيجارات الشاليهات البحرية، حيث قال أبو تميم المزيني من القصيم أن الأسعار غالية مقارنة بغيرها من الأماكن، وأن هناك استغلالًا من ملاك الشاليهات لمناسبة العيد وكثرة الزوار، بينما مثل وجهة نظر أصحاب الشاليهات أبو فهد الجهني الذي فسر ارتفاع أسعار الإيجار إلى قلة أعداد الشاليهات، وكثرة أعداد الراغبين في استئجارها من الزوار، خاصة أن موسم الإيجار على وشك النهاية حيث يحل الشتاء. الأسعار والخدمات وألقى فارس العرفج، وهو أحد المتنزهين، باللوم على هيئة السياحة، قائلا: أن واجب الهيئة أن تقوم بحصر الاستراحات، وتحديد مستوياتها أسوة بالفنادق، والشقق المفروشة، وتحديد سعر واضح وملزم لكل استراحة حسب مستواها. وكانت إدارة حرس الحدود بمنطقة تبوك قد حددت خدمات الشاليهات الواقعة على شاطئ البحر مباشرة إلى قسمين شبابية وعائلية لتوفير الخصوصية للعائلات، وعدم حرمان جماعات الشباب من الاستمتاع بإجازة العيد واللهو البريء على شاطئ البحر. وأفاد قائد حرس الحدود بمنطقه تبوك اللواء الركن محمد بن محمود الثمالي أن شواطئ منطقة تبوك تم دعمها بفرق إنقاذ ساحلي؛ مجهزة تجهيزًا متكاملًا بالآليات والمعدات، وهي تعمل على مدار الساعة في جميع المواقع من أجل تأمين الزوار والمعيدين في مدن ومحافظات المنطقة.