شكل المفترشون في طرقات المشاعر المقدسة حاجزاً تسبب في عرقلة عمل بعض الجهات الخدمية عن أداء مهامها بدقة وفي الوقت المناسب. ورغم أن المسافة بين المشاعر المقدسة لا تتجاوز العشر كيلو مترات ويمكن التجاوب مع بلاغاتها في عشر دقائق، إلا أن الافتراش تسبب في جعلها تستغرق قرابة الساعة. «المدينة» التقت عدداً من الحجاج الذين أرجعوا سبب افتراشهم إلى زيادة أسعار بعض الحملات والظروف المادية الصعبة وفقدان موقع الحملة. يقول الحاج رجب مصري مقيم في المدينةالمنورة: نحن نعلم أن الافتراش من الممارسات الخاطئة ولكن الأوضاع المادية هي التي دفعتني إلى ذلك. وأجاب حاج آخر بابتسامة مؤكداً أنه سيرتاح لبعض الوقت ثم يواصل المسيرة، إلى أي موقع آخر ولكن مفترشاً، أما الحاج بشير باكستاني الجنسية فيقول: فقدت الحملة في الحرم المكي الشريف ولي أكثر من ثلاث ساعات وأنا أبحث عنها ولم أجدها، مما جعلني أقرر الراحة في أحد الطرقات. الاستجابة السريعة من جانبه قال مصدر في الدفاع المدني بمنى: إن الافتراش يعرقل الاستجابة السريعة للبلاغات في منى، كما أن المفترشين يعرّضون أنفسهم لخطر الدهس أثناء نومهم تحت بعض المركبات الخدمية، وقال أثناء انتقالنا لموقع البلاغ وما بين الاستجابة السريعة والخوف على المفترشين نستغرق وقتاً كبيراً في الاستجابة. عامل الوقت مهم أما الدكتور إياد ناجي أحد الأطباء المتطوعين في الهلال الأحمر فقال تلقت غرفة عمليات الهلال الأحمر بلاغاً حول حالة ولادة لحاجة فتوجهنا أنا وأحد الزملاء من المسعفين لمساعدتها، ولكن الافتراش الذي صدمنا به عند خروجنا من المقر جعلنا نصل لها في نصف ساعة رغم قرب الموقع وعدم تحديد الموقع بدقة، وخلال نقلنا للحالة للمستشفى استغرقنا نصف ساعة أخرى، وأضاف الدكتور أن عامل الوقت مهم في الأعمال الإسعافية لأن بعض الحالات قد تفقد الحياة بسبب ذلك.