المعروف من طبيعة الأحداث ظهور التحولات في مسار التاريخ عبر السنين، ولذا فإن لحظة تعيين رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد، وسنداً للشهم خادم الحرمين الشريفين، هي واحدة من تلك الأحداث التي تمنح الضوء لهذا الجيل وللأجيال القادمة إلى أن هذا الوطن يعيش وفق بناء أسري متقدم متماسك متجانس، وسط عالم متقلب تعصف به الأمواج يمنة ويسرة عالم تطحنه الحروب والأزمات. ولاشك أن اختيار نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد يعطينا فرصة لاستلهام العبر والدروس من ملحمة هذه العائلة المالكة الكريمة، ونحن نشعر بالاطمئنان لأن نايف رجل الأمن الأول وهو معروف بمواقفه الحازمة ووقوفه ضد الإرهاب والفكر الضال نحتاجه بحكمته وعقله، والتاريخ الذي يحتويه، كيف لا ونايف كان محوراً أساسياً لخروج الفتنة من هذا الوطن، فنحن ندرك حجم وزارة الداخلية، ولكن هذا الرجل المتميز قاد هذا الجهاز بطريقة حازمة، وحقق نقلات وقفزات تعجز الكلمات عن الحديث عنها، نعم يا خادم الحرمين إن اختيارك نايف بن عبدالعزيز عضداً جاء من محورين نعرفهما وندركهما جميعاً داخل هذا الوطن، المحور الأول: أن هيئة البيعة لها دور رئيسي وتعتبر محوراً للحكم السعودي في هذه البلاد هدفها المصلحة لوطن جميعنا نعيش على ترابه، وأما المحور الثاني فهذا الرجل عرف باهتمامه بجميع القضايا التي تهم الوطن والمواطن، ليكون هذا القرار أحد شواهد القيادة التي يقودها الشهم عبدالله بن عبدالعزيز. ولعلني أقول: إن تاريخ المؤسس القائد الملك عبدالعزيز رحمه الله، وتلك البطولة التي حققها، بتوحيد هذا الوطن بصدق النية والتوجه والثبات، فتحقق ما تحقق، وإرسائه لحكم الشريعة في بلد عقيدته الإسلام وحماه الحرمان الشريفان قبلة الأمة الإسلامية، وهو بهذا أعلن عن مولد أمة جديدة أصبحت لها كلمتها واحترامها، ومن هذا المنطلق قام أبناؤه وقادوا البلد إلى رحاب أوسع في مسرح العمل والبناء والنهضة الشاملة التي نعيشها الآن في عهد الحب والعطاء. الأمير سيف الإسلام بن سعود بن عبدالعويز يقول: السماحة واللطف، والمعرفة والحلم، والتروي والحكمة المخلوطة بكرم الخلق واليد، هي صفات القوي الأمين عند استلامه لعرائض المراجعين وطلباتهم، في أزمنة السلم والحرب، وأزمنة الهدوء السياسي ونقيضها من عواصف ومحن.. انتهى. نعم يا سمو الأمير.. أنت جدير بهذه الثقة العزيزة الغالية، بل أنت أهل لها، وندعو الله عز وجل أن يمدك بعونه وتوفيقه لتحقيق ما يصبو له قائد المسيرة الإنسان الشهم عبدالله بن عبدالعزيز- متعه الله بالصحة وبارك في عمره-، وأن يديم على وطننا الأمن والرخاء. * رسالة: الله.. أي شعور يشعر به الحاج في ذلك الموقف التاريخي العظيم في عرفات الله، وهو يقف بين يدي المولى عز وجل، كيف يشعر وهو يطوف ويسعى في بيته العتيق ويداه تلمسان الملتزم، وبصره إلى حيث وقف المصطفى صلى الله عليه وسلم عند باب الكعبة عندما فتح مكة، وكان رؤوفاً رحيماً عندما قال كلماته التي سجلها التاريخ: (لا تثريب عليكم اليوم اذهبوا فأنتم الطلقاء).. عليك صلوات الله وسلامه يا سيد الكونين، جاءت كلماتك بعد أن ظل الجميع يرقب ماذا تقول ولكن رحمة بهم، كيف لا وأنت الرحمة المهداة إلى البشر جميعهم عليك صلوات الله وسلامه.