اختيار صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية خفّف المصاب الجلل المتمثل في فقد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، أسكنه الله فسيح جناته، فقد ترك فراغاً كبيراً في شؤون الحياة العامة والخاصة. إلا أن صدور الأمر الملكي الكريم المبني على إجماع هيئة البيعة، لقي ارتياحاً كبيراً من مختلف الأوساط الداخلية والخارجية لكونه وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. فلا يشك أحد بأن سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز رجل دولة من الطراز الأول وصاحب قرارات ومواقف حاسمة وقدوة فاعلة في إدارة الأزمات مهما كان نوعها ونموذجاً يحتذى به في أحلك الظروف وتباين المواقف، ومحل تقدير وإجلال الشعب السعودي على مختلف مشاربه والدول الصديقة، فهو رجل الأمن الأول وصاحب رؤى ثاقبة ورؤية مؤثرة ورأي راجح، محيطاً بدقائق أمور الشؤون الداخلية والخارجية، قوي في الرأي صارماً في التنفيذ خبيراً في خبايا الأمور الأمنية والسياسية والاجتماعية، مستمداً فن الإدارة العليا من مؤسس هذا الكيان الكبير -المملكة العربية السعودية- والده الملك الفذ عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- ومن ملازمة إخوانه في دفة أمور الدولة الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله، ومن خادم الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وأيده بنصره، علاوة على خبرة سموه الطويلة في مختلف المجالات القيادية والأعمال الجليلة. فأعانه الله على جسامة المسؤولية وأسبغ على سموه الصحة والعافية، وحفظ الله للبلاد والعباد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليكمل مسيرة التنمية الطموحة بمؤازرة إخوانه الأمراء والمواطنين الأوفياء. ويسعدني أن أرفع من خلال هذه الكلمة صادق التهنئة وأبلغ الولاء لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز على هذه الثقة الملكية الغالية، فمرحى برجل الأمن الأول، سدد الله خطاه.. والله المستعان. وقفة: قيل عن عزة العقل.. كل شيء إذا كثر رخص إلا العقل، فإنه كلما كثر كان أغلى ولو بيع لما اشتراه إلا العاقل لمعرفته بفضله، وأول شرف العقل أنه لا يشترى بالمال.