اعتقلت الشرطة في مدينتين امريكيتين عددا من المحتجين والمعتصمين المشاركين في حركة «احتلوا وول ستريت» المناهضة للرأسمالية وجشع الشركات الكبرى، وذلك بعد ان داهمت معسكراتهم اثناء الليل. ففي مدينة ناشفيل بولاية تنسي، سنت سلطات المدينة قانونا جديدا يحظر المبيت قرب مقر حاكمية الولاية. أما في سان دييغو بولاية كاليفورنيا، اعتقلت الشرطة 51 معتصما بعد منتصف ليلة الجمعة وازالت الخيام والسرادقات والاثاث الذي كان يستخدمه المعتصمون في مخيمهم. وفي الساحل الشرقي للولايات المتحدة، يستعد الكثيرون من المشاركين في الاعتصامات لموجة برد قارس من المتوقع ان تضرب المنطقة في اليومين المقبلين، حيث تقول سلطات الانواء الجوية إن اكثر من 25 سنتمترا من الجليد ستسقط في بعض المناطق بينما سيبلغ ارتفاعه في نيويورك عشرة سنتمترات. وينهمك المحتجون في جمع التبرعات وتبادل الآراء حول كيفية التعامل مع درجات الحرارة المتدنية. وبين المقترحات التي يجري تداولها تخزين المعاطف والبطانيات التي يتبرع بها المتبرعون، ومحاولة الحصول على خيام اكثر متانة، ونقل الاعتصامات الى اماكن مسقفة. وقال مايكل مكارثي وهو طبيب سابق في البحرية الامريكية من مدينة بروفدنس بولاية رود آيلاند، «الجميع يطلق على هذه الاوقات لحظة فالي فورج»، وذلك في اشارة الى تحدي قائد حرب الاستقلال الامريكية جورج واشنطن البرد والصقيع. وكان اثنان من المحتجين في مدينة دنفر بولاية كولورادو قد ادخلا المستشفى في وقت سابق من الاسبوع الجاري وهما يعانيان من انخفاض درجة حرارة الجسم بعد ان سقطت الثلوج في المدينة. أما في ناشفيل، فقال المعتصمون إن الشرطة حاصرت الساحة المقابلة لحاكمية ولاية تنسي واعتقلت عددا من الناشطين في الساعات الاولى من فجر الجمعة. ونقلت وكالة اسوشييتيدبريس عن احدى المعتصمات وتدعى كيتي سافاج قولها إن الشرطة سحلت بعض المعتصمين الى حافلات جاءت بها لهذا الغرض بينما كان المحتجون جالسين على الارض وينشدون الاناشيد الحماسية. وجاء في بيان اصدرته الشرطة ان اكثر من عشرين معتصما غادروا المكان دون مشاكل، بينما تم اعتقال الذين رفضوا المغادرة. وقد شارك في عملية اخلاء الساحة 75 من رجال الشرطة. وقد افرج عن المعتقلين لاحقا بعد توجيه تهم التجاوز لهم، وتعهدهم بالمثول امام المحكمة في الثامن عشر من الشهر المقبل. أما في سان دييغو، فقد قامت الشرطة باعتقال المعتصمين بعد انهيار المفاوضات بين الطرفين حول اخلاء احدى الساحات في مركز المدينة. وتقول الشرطة إنها تلقت شكاوى تفيد بقيام المعتصمين برمي النفايات والتبول في الاماكن العامة واستخدام المخدرات. وقال مسؤولون في سان دييغو إن بامكان المعتصمين معاودة الاعتصام بعد تنظيف المنطقة، ولكن دون خيام هذه المرة.