أكد سماحة المفتي العام، رئيس هيئة كبار العلماء، رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن اختيار إمامنا، إمام المسلمين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوليّ عهده صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز كلّه خير، وفيه كل الخير بإذن الله، وهو اختيار موفّق مسدّد أنعم الله به على خادم الحرمين الشريفين لملء الفراغ الذي تركه وفاة سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى، وقال سماحة المفتي العام : إنّ من نعم الله تعالى أن وفّق الملك عبدالله بن عبدالعزيز إمام المسلمين بارك الله في عمره وأمده بالصّحة والعافية، أن وفّقه فاختار سمو الامير نايف وليًا لعهده،لملء الفراغ، فالأمير نايف شخصية عُرفت بالحكمة والصّدق وسداد الرأي، وقد عرفه الناس بحكمته وإخلاصه وسداد رأيه، في المناصب والمسؤوليات التي تولّاها، فقد تولّى سمو الأمير نايف وزارة الداخلية أكثر من 45 عامًا، وعُرف سموّه بنشاطه وتحمّله المسؤوليات الكبرى والمهام، وواجه صعوبات عظيمة عالجها بحكمة وسداد وقوة، أمده الله بالصحة والعافية والسداد في الرأي، والتوفيق في المسؤولية. وأكد سماحة المفتي العام ان اختيار خادم الحرمين الشريفين لسمو ولي العهد اختيار مناسب وموفّق ومسدد بإذن الله، وأن من اختاره إمامنا كلّه على خير بإذن الله وفضله وحمده، ودعا سماحة المفتي العام المولى عز وجل ان يوفّق ويسدّد ويعين سمو ولي العهد في مسؤولياته. وقال المفتي العام: لقد فقدنا عزيزًا علينا غاليًا على قلوبنا، وقلب كل مسلم سمو الامير سلطان بن عبدالعزيز ، نسأل الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته، إن الألسن شهدت له بالخير، من يعرف سموه رحمه الله ومن لا يعرفه، فالعباد شهود على خلقه .لقد خلّف الفقيد أعمالًا جليلة ومواقف مشرفة وله وقفات وأعمال خيرية كبيرة مع الارامل والفقراء والمحتاجين ومع كافة الفئات في المجتمع اعمال صالحة نظهرها وهي بشرى للمؤمن. جاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها سماحة المفتي العام في الجامع الكبير بالرياض وتناول فيها الأسس التي يقوم عليها المجتمع وتحقق له الامن والاستقرار والحياة المطمئنة المستقرة ليعيش الناس في أمن وراحة بال ويعبدون الله بما أمرهم به. وقال المفتي العام: إن من بعض الأسس التي يقوم عليها المجتمع التلاحم بين الراعي والرعية، فكلما وُجد هذا التلاحم كلما ساد الأمن والمودة والاستقرار بين الناس ومن رحمة الله علينا أن وفّق الله قيادتنا لما فيه الخير بتحكيم شرع الله وإقامة حدود الله والتلاحم بينهم وبين الرعية ووفقهم في اسعاد المواطنين والسعي لراحتهم. واستعرض المفتي العام حقوق الراعي على الرعية وحقوق الرعية على الراعي، وقال: إن من حقوق الراعي على الأمة طاعته في الظاهر والباطن فيطيعوه في ما يأمرهم به من غير معصية الله ويتجنبوا ما ينهاهم عنه في غير معصية الله .واعانته على تحمّل مسؤولياته قدر الامكان والتعاون معه وشدّ أزره وتقريب قلوب الناس نحوه والدعاء له ومحبته ومودّته والذّب عنه في الأقوال والأفعال وبالنفس والمال وبكل ما يملكون . وقال المفتي العام: إنه إذا أدت الرعية الواجب منها تجاه الراعي صارت بإذن الله قوية متماسكة ومتعاونة ومتعاضدة كالبنيان المرصوص، ثم تناول المفتي العام واجبات الحاكم تجاه الرعية وعدد منها: حماية المجتمع والأخذ على أيدي المفسدين وإبطال كيد الكائدين،واظهار الدين ونشر العلم الشرعي وتأييد أهله وإقامة شعائر الدين والمحافظة عليها لأنها من شعائر الاسلام،واقامة حدود الله على المخالفين والمعتدين وعدم التفرقة وايقاف هؤلاء عند حدّهم لحماية الناس وأموالهم وأعراضهم،ايضا تحقيق العدل بين الناس في كل الامور ورفع الظلم واحقاق الحق . ثم تعرّض المفتي العام للخير الذي يتحقق بسبب التلاحم بين الراعي والرعية وقال : إن من ذلك جمع الكلمة ووحدة الصف وتآلف القلوب وقوة الأمة وتحقيق الأمن والاستقرار والالتحام والتعاون والتعاضد والقضاء على المفسدين والمجرمين،وقال : إن من محبة الرعية للراعي والراعي للرعية تحقيق الأمن والرفاهية والنهوض الاقتصادي وتحسن المعيشة وأن يعيش الجميع في خير ووئام ويبتعدون عن الخوف ويكون هناك استقرار اقتصادي وافشال للمخططات الخارجية التي تستهدف أمن البلاد واستقرارها لأن هناك من يحاولون شق الصفوف ونشر الفتن وإحداث الفوضى من ألدّ أعداء الإسلام وقى الله وطننا وأمتنا منهم.