بات معتادا في هذه الأيام أن لايمر يوم إلا ونصبح فيه أو نمسي على فاجعة نعايشها أو نقرأ عنها أو نسمع بها ، فاجعة يروح فيها كثير من الضحايا وبالذات من الأطفال الأبرياء ..إنها فاجعة حرائق البيوت والتي ذهب ضحيتها الكثير ومازالوا ، وأكثر مايزيد هذه الفاجعة ألما وخطرا أنها تنزل في عقر الدار وداخل البيوت ولا يمكن التحرز منها أو الفرار عنها، بل أكثر ماتأتي والناس في غفلة عنها أو وهم نيام. حرائق البيوت والمساكن قل من ينجو منها ، بل إنها لاتكتفي بخراب الممتلكات حتى تأتي على الأرواح وتحصدها في أبشع صورة وأشد إيلاما .. وأنا هنا أطرح هذه المشكلة إسهاما مني في الحديث بجدية بالشئ القليل عن هذه الحادثة أو الظاهرة الخطيرة والتي مع كل أسف تنتهي دائما بحلول متأخرة جدا ومعالجة بعد ضياع كل شئ لذا فإني سأطرح بعض الرؤى والمقترحات حيال حصار هذه الظاهرة والحد منها : أولا : التوسع في فتح الكثير من مراكز الدفاع المدني داخل وخارج المدن لتشمل جميع الأحياء داخل المدينة وتصل إلى القرى البعيدة عن المدن فسكان القرى ليسوا بمنأى عن مخاطر الحريق وليست أرواحهم بأرخص من أرواح غيرهم حتى يصل الإهمال إلى انعدام وجود أي مراكز للدفاع المدني في القرى والهجر ! وكم شاهدنا وسمعنا وقرأنا عن كوارث من هذا النوع في قرية أو هجرة أو منطقة لايوجد بها مراكز للدفاع المدني . ثانيا : إلزام جميع مالكي المساكن والشقق السكنية بتأمين وسائل السلامة داخل البيوت والشقق من طفايات الحريق إلى أجهزة إنذار وكشف الدخان ووضعها في أماكن مناسبة والتأكد من صلاحيتها وأن يتم اشراك الدفاع المدني مع الأمانات والبلديات في اصدار تراخيص البناء بل ولايسمح بإدخال التيار الكهربائي للمساكن إلا بعد التأكد من جاهزيتها وتأمين وسائل السلامة بها. ثالثا: منع استيراد وبيع جميع الأجهزة والتوصيلات الكهربائية الرديئة والمقلدة والتي تسبب كثيرا من الحرائق ، ويفضل أن تكون أجهزة التكييف من النوع المنفصل (اسبلت) فهي أكثر أمانا من الأجهزة المجمعة . رابعا : التوعية مهمة جدا وبالذات للأطفال الصغار بخطورة الاستعمال الخاطئ أو اللعب بالنار والاقتراب من مصادرها .. وأقترح أن تكون هناك مادة توعوية أو مقرر في المدارس عن السلامة ووسائلها وكيفية تجنب الحرائق وطرق مكافحتها .. هذه فقط إشارة وعلى عجالة بعض الأفكار التي يمكن من خلالها الحد من مخاطر الحرائق داخل البيوت ، داعيا جميع الأخوة القراء إلى الإسهام بما لديهم من أفكار في مواجهة هذه المخاطر .واسأل الله للجميع الأمن والسلامة وأن لايرينا وإياهم مكروها .. م.موسى الصعب جدة