نصر عالمي آخر يسجل باسم السعودية، هذه المرة حققته فتاة لم تقف الإعاقة حائلاً بينها وبين جائزة منظمة شباب الأعمال العالمية "YBI"، أحرزتها السعودية منال الأزوري متفوقة على مشاركين من 40 دولة حول العالم، ونالت تصويت الآلاف لمشروعها الذي دعمه صندوق المئوية، وينتظر أن تعلن المنظمة التي مقرها بريطانيا عن النتيجة بشكل رسمي الأحد المقبل. زفَّ خبر الفوز إلى "الوطن" والد منال الموظف في الخطوط السعودية حامد الأزوري، مشيداً بالدعم الذي وجدته ابنته، خصوصاً من "الوطن"، التي نشرت خبراً عن مشاركة منال في المسابقة، ورفع أسمى آيات التبريك والتهاني لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، لما وصلت إليه المرأة السعودية عالمياً بفضل دعمه الدائم لها، وما منال إلا نموذج لذلك. وفي تصريح خاص إلى "الوطن"، وفي أول لقاء لها بعد فوزها بالجائزة، قالت منال "أهدي الفوز لمقام خادم الحرمين الشريفين، ولوالدي، وللشعب السعودي كافة، وللشعب العربي، والحمدلله الذي تحقق لي هذا النجاح، بفضل من الله، ثم بفضل حكومتنا الرشيدة التي تدعم هذه المشاريع، ممثلة في صندوق المئوية، وكذلك جهود والدي الجبارة منذ بداية التخطيط لهذا المشروع، والشكر لكل من دعمني وصوت لي". منال التي أبهرت الجميع بطموحها وصمودها وتمسكها بزيها الإسلامي الذي ظهرت به وهي تشرح مشروعها للمصوتين قالت "إن على الفتاة السعودية أن تمثل بلدها خير تمثيل، وتتحلى بالأخلاق الإسلامية أولاً، وتكون عضواً فاعلاً في مجتمعها". وحول الصعوبات التي واجهتها في طريقها للحصول على الجائزة، أكدت منال أنه بفضل الله ثم التخطيط المسبق، واستشارة المختصين هانت كل الصعوبات، مطالبة بتوفير مقاعد خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة في الجامعات، كما تمنت أن تكون هناك معاهد خاصة للتدريب لذوي الاحتياجات الخاصة على حسب قدراتهم، وتأمل من المجتمع أن يتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة كأعضاء فعالين في المجتمع ولديهم قدرات وإمكانيات لا يمكن تجاهلها. وفي ختام تصريحها أكدت منال أنها تطمح لتطوير مشروعها وافتتاح فروع أخرى وتوظيف أكبر عدد من الفتيات السعوديات وبالأخص ذوي الاحتياجات الخاصة. يذكر أن منال الأزوري 28 عاماً ولدت في أميركا وهي مصابة بالصمم وأنهت دراستها الثانوية في جدة، ولم تستطع إكمال دراستها الجامعية بسبب عدم توفير مقاعد في الجامعات السعودية، واتجهت للتدريب فحصلت على دورات عالية في الحاسب الآلي، والتحقت بدورة في الخياطة، ولكن لم تتمكن من المواصلة بسبب مشكلة في شبكية العين، وساهمت رئيسة جمعية الصم فايزة نتو في دعمها، ونالت دعماً من صندوق المئوية لإنشاء مشروعها "مركز التجميل النسائي" الذي قدمت من خلاله خدمات عالية الجودة، ووظفت فتيات من نفس الإعاقة دعماً منها لهن، وتم تكريمها من جامعة الملك سعود، كما تلقت تكريماً خاصاً من نائب رئيس مجلس الأمناء رئيس مجلس إدارة صندوق المئوية عمرو بن عبدالله الدباغ في وقت سابق باعتبارها نجحت في إبراز الوجه المشرق لعمل ذوات الاحتياجات الخاصة، ممثلة في فئة الصم، باعتمادها مشروعا حرا، مكنها وأخريات من ذات الفئة من الارتقاء بمستوى العمل الحر. يذكر أن مسابقة منظمة شباب الأعمال العالمية "YBI" تقام للعام الخامس على التوالي، وقد ساعدت العام الماضي فقط ستة آلاف شاب وشابة لبدء مشاريعهم الخاصة، وهي تدعم المشاريع الصغيرة من خلال إظهار فرص عمل جديدة ومن خلال تشجيع الابتكار، وقد شملت قائمة الفائزين بها سابقا مشاريع مثل محطة إذاعية في الأرجنتين وإعادة تدوير البلاستيك في الهند والتخلص من النفايات في كينيا.