بدموع منهمرة رفعت امرأة عجوز أكفها إلى السماء راجية الله سبحانه وتعالى ان يدخل الامير سلطان فسيح جناته . وقالت "سبتيه موسى تركي" العجوز الجازانية ، التي بدت أصابع إحدى يديها متآكلة بفعل الغسيل الكلوي : لقد كنت أعاني كثيرا فعلى مدى نحو 20 عاما ومعاناتي متجددة ودائمة مع الغسيل الكلوي حتى العام 1426ه حيث البشارة من وجه الخير .. سلطان الخير عندما تم افتتاح مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض الكلى بمستشفى الملك فهد المركزي بجازان مؤكدة أن المعاناة خفّت كثيرا عن ذي قبل ، فالمركز يضم وحدات متطورة لغسيل الكلى وبأعداد كبيرة إلى جانب الأجهزة المتطورة والحديثة . وتقابل العجوز سبتيه مرضها العضال برضى المؤمنات الصابرات .. وتقول : مصيبتنا في فقد سلطان بن عبدالعزيز أكبر من مصيبتي بهذا المرض الذي يمتد معي منذ أكثر من 27 عاما ، لكننا نؤمن بقضاء الله وندعو الله أن يغفر للأمير الراحل وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدم في حياته من أعمال خيرية جليلة . كانت « سبتيه « وهي تتحدث ل « المدينة « وتدعو بالرحمة للأمير سلطان ، تجلس على كرسيها المتحرك برفقة إحدى قريباتها في المدخل الرئيس لمركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض الكلى بمستشفى الملك فهد المركز والذي تم افتتاحه في ديسمبر من العام 2005م على نفقة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز بتكلفة بلغت نحو 26 مليون ريال واقيم على مساحة إجمالية تقدر بنحو (5،650) مترا مربعا إلى جانب مساحة المواقف والمسطحات الخضراء ويتكون الدور الأرضي للمركز من أقسام الإدارة والعيادات المتخصصة والمساندة والمختبر وورشة الصيانة والصيدلية وأقسام غسيل الكلى والبالغة 70 وحدة منها 35 وحدة للرجال و35 وحدة أخرى للنساء. ويضم مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض الكلى أقساماً للعناية المركزة بعدد 10 أسرة وأقسام التنويم عدد 12 سريرا للرجال و12 سريرا للنساء إلى جانب الأقسام الأخرى والخدمات المساندة والتي تشمل الجسر الرابط بين المركز ومستشفى الملك فهد المركزي ومبنى الكهرباء والمولد الاحتياطي والأعمال الخارجية للموقع العام فيما تم تزويد المركز بكافة الأجهزة الطبية اللازمة وتم تنفيذه وفق احدث المواصفات الطبية والهندسية بما يتوافق واحتياج المركز وتخصصيته. أقسام غسيل الكلى وفي أقسام وحدات غسيل الكلى بالمركز بدا الحزن جليًا على المرضى الذين يتذكرون بإجلال أعمالا إنسانية وخيرية قدمها الأمير سلطان بن عبدالعزيز ويراقبون أجهزة غسيل الكلى إلى جوارهم وتمتد أكفّهم إلى السماء دعاءً صادقا بالرحمة والمغفرة للأمير الراحل. يقول زاهر عواجي : منذ سنتين وأنا أراجع هذا المركز دوريا لغسيل الكلى ، الحمد لله على كل حال والحمد لله أن هيأ لنا مثل هذا المركز المتطور الذي يسهم دائما في تخفيف معاناتنا وأسأل الله أن يكون في ميزان حسنات الرجل الذي وجه بتنفيذه على نفقته ، ذلك الرجل الذي وهب نفسه ووقته وجهده لأجل خدمة إنسان هذا الوطن وثرى هذا الوطن ، رحم الله سلطان بن عبدالعزيز . اما محمد يحيى بكاشي فقال : عانيت كثيرا مع هذا المرض في السنوات الأولى حيث لم تكن وحدات غسيل الكلى متوفرة في مستشفيات منطقة جازان بالشكل الكافي وكنا ننتظر أوقاتا طويلة حتى يأتي الدور وتتم عملية غسيل الكلى لكن بعد افتتاح هذا المركز المتطور تغير الوضع ، فخففت كثيرا من معاناتنا خاصة وأن المركز يضم اجهزة متطورة وحديثة ، والفضل في هذا يعود لله أولا وأخيرا ثم لصاحب الأيادي البيضاء الأمير سلطان بن عبدالعزيز ، ويقول .. نحن في هذا المصاب الجلل بفقد الأمير سلطان لا نملك إلا أن نبتهل إلى الله متضرعين داعين إياه أن يغفر له وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجزيه خير الجزاء . وقال حيدر أحمد حيدر ، وعلي جابر كريري وأحمد عيسى الأعجم وعبدالله سلطان حكمي وإسماعيل عبدالعال جودة والمريضات آمنة ناشب حمدي وأريج حسن هادي ومريم محمد معدي وحصة مفرح جبران : إن الأعمال الخيرية لسلطان الخير وجهوده التنموية في هذا الوطن ستظل سامقة شامخة شموخ سلطان نفسه وشموخ هذا الوطن العزيز ، سائلين الله تعالى أن ينزله منازل الصديقين والأبرار وأن يرفع درجاته في الجنة وأن يلهم أبناء الوطن جميعا الصبر والسلوان في فقيد الأمة . مشروع اسكان وفي جانب آخر وقف الشاب « يحيى محمد قحل « أمام وحدة سكنية حديثة بمشروع إسكان الأمير سلطان الخيري بمحافظة أحد المسارحة بمنطقة جازان قائلا : لقد أنقذنا ... يرحمه الله ،، أنقذنا بهذه الوحدات السكنية المثالية ، وهذه البيئة المتطورة ، فخرجنا من بيوت متهالكة إلى هنا ، حيث تبدو حياة اليوم والغد أكثر إشراقا لنا ولأولادنا . كانت تلك الوحدة السكنية التي وقف أمامها قحل واحدة من 50 وحدة سكنية بالمسارحة و25 وحدة سكنية بمحافظة ضمد بمنطقة جازان وهي تتبع لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز ال سعود الخيرية حيث تقف اليوم شاهدا جليا على خدمات جليلة قدمها المغفور له بإذن الله الأمير سلطان بن عبدالعزيز . وهناك في مشروع الأمير سلطان للإسكان الخيري بالمسارحة وضمد وقف المواطنون وقد ظهر الحزن عليهم إثر رحيل سلطان الخير وأكد المواطنون يحيى علي حكمي وعبده علي حكمي واحمد جبران مباركي ومحمد طاهر فقيهي ويحيى ناصر محزري أن الخسارة عظيمة بفقد سلطان بن عبدالعزيز الذي ظل طوال حياته يعمل من أجل أبناء وطنه وأبناء أمته سائلين الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته .