لم تكن مشاعر الحزن على رحيل صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله وقفًا على أبناء الشعب السعودي، بل شملت كذلك جميع المقيمين في هذه البلاد، وعبر عدد من أبناء الجاليات العربية والإسلامية عن حزنهم الشديد لرحيل «سلطان الخير»، الذي اعتبروه بمثابة الأب الروحي لجميع ابناء الأمة العربية والإسلامية والتي دونها له التاريخ خلال وقفاته الإنسانية تجاه الفقراء وتجاوبه المستمر في علاج العديد من الحالات المرضية وتكفله ببناء مساجد ومستشفيات وتوزيع مساعدات عينية ومادية للحالات المعوزة في الداخل والخارج. وفي هذا الصدد أكد عدد من أبناء الجالية اليمنية عن بالغ الحزن والأسى لرحيل سلطان الخير، حيث قال كل من قايد محمد وناجي عيدروس ل «المدينة»: لن ينسى الشعب اليمني أبدًا جميل صنائع سلطان الخير طيلة عقود من الزمان كان فيها أقرب الأشقاء إلى بلدنا الحبيب، فالكثير من صروح الخير في اليمن تسكنها لمسات حانية تحمل اسم سموه، إضافة إلى أعداد كبيرة من اليمنيين مسهم المرض فكان لسلطان الخير الدور الأبرز بعون الله في علاجهم سواء داخل مستشفيات المملكة أو حيثما يتطلب العلاج، ولن نذهب بعيدًا، فخلال السنتين الأخيرتين بادر سلطان الخير بتكاليف زواج أكثر من 3000 يتيم من أبناء اليمن حيث تمت مراسم ذلك الزواج الجماعي في حفل كبير أدخل البهجة والفرحة على محيا هؤلاء الايتام. ويلتقط طرف الحديث زميله فارس الاهدل قائلا: جاء خبر رحيل سمو ولي العهد بمثابة صدمة لجميع محبي الخير ذوي الوقفات الإنسانية، فكم من قلوب في اليمن تدين بالفضل بعد الله لسموه في إنقاذهم من براثن الفقر والعوز، ولن ينسوا الحنان الغامر الذي كان رمزه وشيمته، كما هي شيمة ابناء بلد الخير والتوحيد المملكة العربية السعودية ونحن في اليمن نعزي انفسنا بفاجعة رحيل سلطان الخير والجود. كما تحدث ل «المدينة» من أبناء الجالية السودانية كل من محمد خير أبوزيد، عادل حسن خليفة، عبدالرحمن عباس، محمد المعتصم تاج السر، معبرين عن عميق حزنهم لوفاة الأمير سلطان، مؤكدين أن أيادي سموه البيضاء شملت الكثير من المحتاجين في الداخل والخارج. وفي السياق ذاته أكد عدد من ابناء الجاليات العربية والإسلامية الأخرى أن مشاعر الحزن لرحيل «سلطان الخير» امتدت لكل اركان المدن العربية والإسلامية والتي تحمل قلوب أبنائها مشاعر الحب والامتنان لسموه الكريم، معتبرين ان جمائل الخير التي قدمها من الكثافة والشمول والامتداد، أعلى وأسمى من أن يحويها العد والإحصاء، معربين عن صادق مواساتهم للقيادة والشعب السعودي سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه خير الجزاء لما قدمه لدينه ووطنه وللامة العربية والإسلامية.