مع التقدير الكامل لمرشحي رئاسة مصر الكبار: البرادعي، وموسى، وأبوالفتوح، وصباحي، وأبوإسماعيل.. هل ما زالت شهيتهم مفتوحة لكرسي الرئاسة؟ وبعبارة أوضح، وبتعبير مصري أدق: هل بقي هناك نِفس للرئاسة؟! أفهم أن يقاتل أعضاء الحزب المنحل من أجل العودة للدفاع عن أموالهم، وأراضيهم المسلوبة عنوةً من الشعب، وأفهم أن يحارب نجوم الزمن المنحل للدفاع عن مكتسباتهم التي لا تُعد ولا تُحصى، لكني أحاول أن أتعرّف على الحالة المزاجية والنفسية الحالية لكلِّ مَن ترشحوا للرئاسة بعد كل هذه الفصول الدامية، والإخفاقات المتواصلة على جميع الأصعدة الأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية. لقد كان صوت البرادعي ينطق بالأمل، وأنا أتحدّث معه قبل شهور، مثلما كانت أصوات أبوالفتوح، وحمدين، وبسطاويسي.. بل إن وجه عمرو موسى بُعيد الثورة كان يضيء، وهو يتحدث عن مصر الجديدة. صحيح أن البرادعي لم يفقد الأمل، وأن موسى لا يعرف اليأس، وأن أبوالفتوح يتمسك بنصر الله، وأن حمدين يتحرك كالفراشة، وأن أبوإسماعيل يدخل قلوب الناس، لكنّ الشيء المؤكد أن البرادعي في فبراير ومارس ليس هو البرادعي في سبتمبر وأكتوبر.. بل إن وجه موسى لم يعد بنفس بشاشته. أريد أن أقول إن شيئًا ما قد انطفأ في مصر بحكم الضربات المتواصلة التي تتعرض لها. الأنوار ساطعة في كل ميادين وشوارع القاهرة، وعلى الطرق السريعة والداخلية، وحفلات الزواج في الصالات المخصصة لها في الأندية وغيرها عن آخرها، وملاعب كرة القدم كاملة العدد، لكنك تشعر طوال الوقت أن شيئًا ما قد انطفأ. الصفحات الأولى في الجرائد المصرية ازدادت احمرارًا، والبرامج الفضائية ازدادت سخونة، لكنك تشعر دومًا أن شيئًا ما قد انطفأ!. تأمل في وجه عصام شرف، أو وجه أسماء محفوظ، أو أحمد ماهر، أو وائل غنيم، أو حتى في وجه المشير نفسه، وقل لهم جميعًا: قوم يا مصري.. مصر دايمًا بتناديك.