وحدها الصدفة التي حملتني إلى هناك لأرى إرادة وإدارة أرادت أن تصنع من الحلم حقيقة ومن المكان حديقة هذه هي الحقيقة التي انقلها وبأمانة لمعالي وزير الصحة الدكتور الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة عن مستشفى الثغر بجدة ,هذا المستشفى الذي لم أكن أتوقع قط أن أجده كما وجدته لأنني ببساطة اعرف كغيري عن متاعب الناس مع المستشفيات الحكومية التي ما تزال تعيش في عالم آخر وما يزال الناس يعيشون معها متاعبهم حد الألم ,وحينما شاهدت ما يجري في هذا المستشفى الذي يستقبل في اليوم( 600)مريض( 15%) منهم هي الحالات الطارئة الحرجة كما يستقبل يوميا ما يقارب من( 15 )إلى (20) من حوادث الخط السريع ويراجعه ما يقارب من( 270 )إلى( 300) مراجع للعيادات الخارجية وبالرغم من كل هذا الضغط إلا إنني حينما طلبت من مدير المستشفى الدكتور محمد باجبير مرافقته في جولته على المرضى لأقف على الحقيقة وأرى بأم عيني كل شيء على الطبيعة وكنت في كل قسم اسأل عن كل شيء ، نعم سألت المرضى فردا فردا كما سألت بعض العاملات والعاملين عن تعامل الإدارة معهم ومنهم الدكتورة عواطف عبدالعزيز استشارية الباطنية والتي كانت سببا في حسن أدائها كما دخلت في قسم جراحة الرجال والتقيت ببعض المرضى وكذلك قسم الجراحة للنساء والتقيت ببعض الجراحين وفي حضانة الأطفال كان حزني على ( حمزة )الطفل الذي ما يزال يبحث عن أبيه وأمه التي غادرت المستشفى بعد ولادته فورا ليبقى المسكين في رعاية وحنان طبيبته الدكتورة منيرة رئيسة القسم وممرضاتها الطيبات ، هذا القسم الذي يستقبل في اليوم من حالتي ولادة الى سبع حالات ,وفي الطريق كنت أرى ما يثلج الصدر وهو ما يؤكد أن في بلدنا مخلصين ومخلصات لا يريدون سوى الدعم الذي يمكنهم من أداء المهمة بنجاح ..،، يا معالي الوزير لست أنا من أولئك الذين يكتبون ليجدوا من خلال الكلمة خدمة ولأنني اكتب لهذا الوطن وللمواطنين الذين هم في أمس الحاجة لمن يقدم لهم الخدمة بحب وبإخلاص ويعلم معاليكم ان من يراجع المستشفى هو لا يراجعه للنزهة بل يراجعه للخلاص من الألم وكوني أمارس مهمة الكتابة للناس واكتب كثيرا عن سلبيات بعض الجهات الحكومية التي ابتلاها الله بمسئولين لا يعرفون قيمة المهمة ولا مسئولية المكان مثل هؤلاء هم موجودون في كل مكان حتى في وزارة الصحة الجهة الخدمية التي هي من أهم واجباتها الاهتمام بصحة المواطنين كلهم وكم كتبت عن سلبيات وزارتكم بهدف مساعدتكم على تغيير السلب إلى إيجاب ومن حقكم علي اليوم أن ادعوكم لزيارة هذا المستشفى زيارة مفاجئة كما زرته أنا لترى قيمة أن تضع في المكان رجلا مخلصا لا يهمه أن يجد من احد من الناس خطاب شكر أو كلمة ثناء بل يهمه هو ان يقدم لوطنه من خلاله كل ما يمكنه وأزيد مثل هذه النماذج هي أولى بعنايتك وهي أولى برعايتك ليجد المواطن المسكين ما يحقق له السعادة التي هي حلمه وأمله الكبير وثق بأنني مصرٌ على أن أقدم لمعاليكم بين فترة وأخرى في هذه الهمزة كل ما يهمكم ...،،، ( خاتمة الهمزة) ...الإخلاص( كلمة) يقدمها المخلصات والمخلصون للوطن في هيئة عمل متقن انصحهم بتقديمها للناس ثلاث مرات يوميا مرة قبل الريق ومرة قبل النوم ومرة قبل أن يهجم الألم على الجسد المتعب الذي يحتاج منهم لكلمة (إخلاص) ليرتاح من معاناته للأبد . .هذه خاتمتي ودمتم