لست أدري.. ومن يا ترى يدري! متى تنتهي كارثة تصريف مياه المجاري والصرف الصحي في البحر.. البحر الذي فيه نسبح، ومنه نأكل، وإلى شواطئه نهرب لنتفسح. عيب هذا الذي يجري بعد كل الذي قيل عن توفر محطات معالجة مياه الصرف الصحي الحديثة، وعن تجريم هذا الفعل الشائن في حق الإنسان أولاً ثم السمك والبيئة البحرية ثانياً. وهذا تحقيق أجرته هذه الصحيفة في الأول من ذي القعدة عن هذه المهزلة التي يبدو أنها لن تنتهي قريباً بالرغم من كل التهديدات والتصريحات. وهذا المهندس كامل با شراحيل يؤكد ضبط 615 مصباً (قذراً ملوثاً) في البحر، منها 330 غير نظامية، تم إغلاق 284 منها وبقي 46 مصباً. لست أدري مرة أخرى: هل هناك مصبات نظامية قذرة ملوثة تصب في البحر؟ أم أنها معالجة وآمنة؟ طبعاً قليل من عامة الناس أمثالي يدري لأن التكتم طبيعة في ثقافتنا! والسؤال الآخر: لماذا بقي 46 مصباً حتى اليوم؟ أهي عائدة لشخصيات كبيرة أسوارها عالية وأثمان الاقتراب منها باهظة؟ مجرد سؤال لا غير! وماذا عن أولئك الذين تم ضبط مصباتهم وإغلاقها وعددهم 284، ماذا فعلنا تجاههم؟ وهل تمت محاكمتهم؟ أم أنهم أبرياء لا ذنب لهم، بل الذنب على الذين تسول لهم أنفسهم السباحة في البحر الملوث أو الصيد من مائه المعكر!! وهل يحق لنا أن نعرف أسماءهم لنتوجه إلى القضاء بشكوى ضدهم نيابة عن أهل جدة (الغلابى) الذين لا يدرك معظمهم أي مخاطر تحيط بهم بمجرد النزول إلى شواطئ ما أسميناها (عروسا) قال فيها حمزة شحاته: النهى بين شاطئيك غريق والهوى فيك حالم ما يضيق ورؤى الحب في رحابك شيء يستفز الأسير منها الطليق إيه يا فتنة الحياة لصب عهده في هواك عهد وثيق كيف لو عاش حمزة شحاته ليرى هذه الحال التي لا تسر عدوا فضلاً عن محب صديق أو شاعر رقيق! يا جماعة ما سر هؤلاء الذين يذنبون في حق هذه المدينة الوادعة وحق أهلها جميعاً، ثم لا هم يتوبون ولا يُعاقبون، ولا حتى يُعرفون!!