تعتبر ساحة الشعر المحكي السعودية هي الأولى عربيا في و فرة إنتاجها و خصوبة مواهبها ، و هي في الوقت ذاته السوق الأولى لاستهلاك منتجات الشعر التي بقيت زمنا طويلا مستوردة من الجوار تستهدف المستهلك السعودي سواء عبر المجلات المتخصصة أو البرامج الجماهيرية الربحية ، و بقي الإعلام السعودي قاصرا في تغطياته و إشباعه لطموحات الشعر السعودي و تلبية ما يتطلبه نشره و تسويقه ، لحين الطفرة الفضائية و ظهور القنوات المتخصصة فبادر السعوديون بإطلاق عدد من القنوات المهتمة بالتراث عموما و الشعر المحكي على وجه مخصوص ، و مؤخرا نظمت هذه القنوات مسابقات شعرية ضخمة في محاولات لتعديل الكفة و المضي بطريق موازٍ للشعر ، و من أهم هذه البرامج ( برنامج شاعر الملك ) الذي يترأس لجنته العليا الشيخ مسعد بن سمار رئيس مجلس إدارة قناة المرقاب الراعية للبرنامج ، و تنقله حيا على الهواء بالتزامن مع المرقاب روتانا خليجية في وصف و تعليق الزميلين المتألقين تركي العجمة و سالم القحطاني و يتنافس الشعراء المشاركون على لقب ( شاعر الملك ) في موضوع رئيس هو خادم الحرمين الشريفين و هو موضوع ملهم و خلاق تشعله طاقات نشطة من العاطفة المتقدة تجاه الوالد الحبيب أبي متعب ، ما جعل الإبداع و التنوع في تصاعد مستمر مع تقدم مراحل البرنامج و فرز لجنة التحكيم الدقيق لقصائد الشعراء ، يميز مسابقة ( شاعر الملك ) تعزيزه للمشاعر الوطنية و تجسيده لمعاني الولاء الكبير الذي تكنه القبيلة للمليك ممثلة بشعرائها المشاركين وبعده عن تهييج مشاعر القبلية و الإثراء من أموال السذج ، حيث لا يستدعي فوز الشاعر باللقب تصويت قبيلته ، كما و تضم لجنة التحكيم أسماء لها تاريخها العريض ووزنها الثقيل و حضورها القيم في مناشط الموروث و الشعر المحكي كالدكتور محمد المريسي الحارثي و الدكتور سعود الصاعدي والأستاذ علي المسعودي و الأستاذ راشد بن جعيثن و الأستاذ جريدي المنصوري ، و يحمد للبرنامج نجاته مما وقعت فيه برامج أخرى من إحراج و تحجيم لشعراء كبار في منعهم من مناقشة أخطاء اللجنة مهما وضحت و سطحت ، إلا أن الوقت يداهم لجنة شاعر الملك فيحرم المتلقي من لفتاتهم و قراءتهم النقدية للنصوص في منتصف و نهاية الحلقات ، و قد حظي البرنامج بتعزيز رفيع المستوى برعاية كريمة من أصحاب السمو حيث أثنى على البرنامج و فكرته راعي الشعر و صاحب الأيادي البيضاء عليه صاحب السمو الملكي الاميرمتعب بن عبد الله بن عبد العزيز الذي قال في كلمة خاصة للبرنامج : هذا زمن الشعر ، ختاما إن من المهم أن تعمل الساحة السعودية المعنية بالموروث توازنا بين صادراتها ووارداتها ، و أن ينهض الإعلام السعودي و يضطلع بمهامه المرجوة من عناية و استثمار للأرصدة النقدية و الثروات الشعرية للأدب السعودي بشكل يليق به و يحقق طموحاته .