يومًا بعد الآخر تتكشف أبعاد المخطط الإجرامي الإيراني لاغتيال عادل الجبير سفير المملكة بأمريكا والمحاولة الفاشلة الساذجة تبرز عمى بصر وبصيرة المتآمرين وضعف أدواتهم وخسة فكرهم الإرهابي. وفي كل الأحوال يحيق المكر السيئ بأهله دائما. إن تبني الإرهاب من قبل إيران يفضح نفاقها ولعلعة أبواقها الإعلامية برعايتها لحسن الجوار واهتمامها بالأمتين العربية والإسلامية. ويبرهن دعم طهران المستمر لقطعان المجرمين واعتمادها الإرهاب بكافة أشكاله وصوره كعنوان للدولة يؤكد حقيقة أنها تعيش أزمات وإشكاليات داخلية خانقة نتيجة لطبيعة وتركيبة النظام الحاكم الذي لا يتفرغ لخدمة شعبه بتقديم الخدمات اليومية الحياتية له وإعطائه متنفسًا للتعبير عن رغباته، وبدلا من الالتفات إلى تلك القضايا الجوهرية تكرس طغمة طهران وقتها وتنفق أموال الشعب الإيراني - التي بدلا من أن تخصص للتعليم والصحة ودعم الغذاء ورعاية الإنسان هناك - بدلا من ذلك تتفرغ لتدبير الدسائس والفتن والمؤامرات لتغطي عجزها وعيوبها الكثيرة وفشلها المتلاحق في أن تعبر عن أماني وطموحات شعبها ورفضه للظلم والاعتداء على الآخرين والتدخل في شؤونهم. لقد أثبتت الوقائع - قبل وبعد محاولة اغتيال الجبيرالفاشلة - أنه يجب عدم مهادنة طهران ولا بد من محاسبتها على أفعالها وخروقاتها المشينة وهو أمر يؤيده المجتمع الدولي والعالمان العربي والإسلامي لأنه دون محاسبة طهران على جرائمها وأفعالها المنافية للأعراف الدولية سوف تنتشر قيم الاعتداء على الآخرين وسفك دماء الأبرياء ورعاية الإرهاب وهو أمر مرفوض على مستويات الدين الإسلامي الذي دعا لمجابهة الاعتداء وإزهاق الأرواح غيلة وغدرًا، ووضع لذلك القواعد الواضحة للتعامل في مثل هذه الحالات إضافة إلى أن القانون الدولي يجرم هكذا تصرفات وفيه من النصوص ما يقود المعتدين إلى محاكمات دولية وحصار للدول التي تقوم بمثل هذه الانتهاكات وقطعًا لن تمر جريمة دون حساب خاصة إذا تمادى المجرم في أفعاله الشائنة.