لم يحظ كتاب في تاريخ البشرية بمثل ما حظي به القرآن الكريم درسًا وبحثًا، ومع مرور الزمن وتراكم الجهود تكونت مكتبة قرآنية شاملة تحوى كمًا هائلًا من الإنتاج العلمي، يكاد يكون الإلمام به والتعرف عليه عسيرًا على المؤسسات العلمية فضلًا عن الأفراد؛ لأجل ذلك أصدر مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي، التابع للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة، كتاب (دليل الكتب المطبوعة في الدراسات القرآنية حتى عام 1430ه- 2009م، جهود الأمة خلال خمسة عشر قرنًا). ويعتبر هذا الدليل من بواكير مشروع «قاعدة البيانات الوصفية لأوعية المعلومات القرآنية»، ويهدف إلى إرشاد الباحثين إلى المصادر والمراجع في علوم القرآن، وتطوير الدراسات القرآنية والارتقاء بها أفقيًا وعموديًا؛ وذلك بتجنب التكرار، والتوجه نحو بحث الموضوعات التي لم تحظ بالدراسة أو تحتاج إلى إعادة لمسوغ علمي، وإتاحة الفرصة للباحثين للقيام بدراسة اتجاهات التأليف وخصائصه في كل زمان ومكان، وتعريف الأجيال بتراث الأمة في خدمة القرآن الكريم. ولقد اعتمد المركز في عمليات الحصر والتوثيق للكتب المطبوعة في الدراسات القرآنية على أربعة أنواع من المصادر، النوع الأول: الرصد المباشر من قبل الباحثين في المركز لما يصدر عن دور النشر باللغة العربية في حقل الدراسات القرآنية، وقد بلغ عدد المواد التي تم توثيقها مباشرة نحو 4000، النوع الثاني: الفهارس والأدلة والكشافات التي تهدف إلى حصر وتوثيق الكتب المطبوعة مثل الفهارس المتخصصة والفهارس العامة والفهارس الخاصة بالدول، النوع الثالث: الفهارس الالكترونية الخاصة بالمكتبات الجامعية ومراكز المعلومات مثل شبكة المكتبات المصرية، والفهرس الآلي جامعة الملك فيصل، النوع الرابع: المنتديات العلمية المتخصصة على شبكة الانترنت ومن أبرزها ملتقى أهل التفسير وملتقى أهل الحديث. ويتفرد الدليل عما سبقه من جهود في مجال التوثيق بمجموعة من الميزات أبرزها الحصر والاستقصاء في نطاقه عند المقارنة بغيره حيث بلغ عدد المواد التي جمعت ورصدت في الدليل 8749 أما عناوين الكتب غير المكررة فقد بلغ 7089 كتابًا، تسجيلية تشمل الطبعات المتعددة للكتاب، واعتماد تصنيف موضوعي دقيق، وتوحيد أسماء المؤلفين، ووضع الكتاب الذي طبع بأسماء مختلفة في موضع واحد، واستكمال المعلومات الورّاقية لأكثر الكتب، وإمكان معرفة مصدر كل تسجيلة في هذا الدليل بالرجوع إلى قاعدة البيانات الوصفية لأوعية المعلومات القرآنية.