عبدالرحمن المنصوري - الطائف في بادرة حملت معاني الوفاء والتقدير لأصحاب العطاء، احتفل نادي الطائف الأدبي الثقافي مساء أمس الأول بتكريم مثقفيه وأدبائه بمناسبة مرور 37 عامًا على تأسيسه وتدشين إصداراته الجديدة، وذلك بحضور محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان. في مستهل الحفل ألقى رئيس مجلس إدارة النادي حماد السالمي كلمة أشار فيها إلى أن هذا الحفل يأتي تجسيدًا وتثبيتًا لقواعده وتحويله إلى بيت يأوي أسرة الأدب والثقافة، معددًا أبرز ما حققه من نجاحات تمثلت في انطلاقه إلى آفاق محيطه الثقافي والاجتماعي، ليصل عن طريق برنامجه إلى المثقفين في المحافظات والمراكز، وإشراكه لأكثر من ستين عضوًا وعضوة في لجانه لتخطيط وتنفيذ عدد من برامجه ونشاطاته مبرزًا جملة من البرامج التي يفخر بها النادي، ومنها برنامج الشراكات الثقافية مع عدة جهات، مبينًا أن ذلك أثبتت أن الاستثمار في الجانب الثقافي لا يقل أهمية عن الاستثمار في الجانب الاقتصادي. كما ألقى الدكتور حمد الزيد بوصفه أول رئيس لأدبي الطائف كلمة أشاد فيها بنهج التكريم، مذكرًا بمناقب السابقين ومشيدًا بدورهم في تأسيس النادي ودعم نشاطاته، عادًا المؤسسات الثقافية ومنها الأندية الأدبية منارات إشعاع مهمة وعلامة بارزة من علامات التقدم والنهوض بالمجتمع. آملاً أن تلتفت وزارة الثقافة والإعلام للمثقف بجعل أحلامه واقعًا ومنها رابطة للكتاب والأدباء، وتأسيس مراكز ثقافية تضم الجمعيات والأندية والمسرح والفن والسينما، مناشدًا إياها بدعم المثقف ماديًا ومعنويًا. إثر ذلك أعلن أمين محافظة الطائف المهندس محمد بن عبدالرحمن المخرج عن تخصيص أرض للنادي. ثم شاهد الحضور عرضًا مرئيًا لنشاطات نادي الطائف الأدبي الثقافي في دورته الثالثة. بعدها ألقت الدكتورة لطيفة العدواني كلمة استعرضت فيها مسيرة النادي عبر أربعة عقود من عمر النادي الذي استمد أصالته من إيحاءات المكان والزمان والإنسان، واصفة حدود الطائف بالتاريخ والحضارة والفن والتراث، ومعالمه بأنها الجمال والسحر والروعة، داعية إلى مزيد من التطلعات والرؤى لمستقبل المسيرة الأدبية والثقافية، وإيجاد برامج ثقافية قادرة على تصحيح المفاهيم والأفكار بكل شفافية ووضوح لتعزيز الولاء، ومكافحة التعصب، ونشر الوعي والعمل على تكثيف أواصر الوحدة بين أبناء الوطن الواحد، وتشجيع المواهب الشابة لإيجاد مساحة واسعة من الإبداع. مبينة أن الجيل الحالي منتج للثقافة والإبداع، ومستند على الثقافة الأصيلة التي عززت دور المرأة المثقفة في مجتمعها تحت مظلة الضوابط الشرعية والأخلاق الإسلامية، مشيرة إلى أن ذلك صار ممكنًا بعد أن أوليت المرأة السعودية الثقة الكبرى من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله الذي جعل المرأة محور اهتمامه ورعايته وكان آخرها إشراكها في مؤسسات الدولة عضوة وناخبة في مجلس الشورى والمجلس البلدي. كذلك قدم الشاعر عبدالقادر كمال قصيدة بعنوان « قبلة الود»، ثم ألقت جميلة خياط زوجة المرحوم محمد سعيد كمال أحد مؤسسي أدبي الطائف كلمة مؤثرة، ضمنتها عتبها على النادي في إقصاء المرأة من المشاركة في موسوعة الطائف خاصة ما يتعلق بتعليم البنات، ساردة دور المثقفة الطائفية وأنه ليس من مواليد السنوات القليلة الماضية بل منذ تأسيس النادي وهي تشارك من خلال الدعم لزوجها المثقف. عقب ذلك دشن محافظ الطائف ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية إصدارات النادي وكرم أصحابه، كما كرم رؤساء وأعضاء مجالس إدارة النادي من عام 1395ه حتى العام 1432ه، وشمل التكريم أيضًا رؤساء الجهات المشاركة مع النادي في برنامج الشراكات الثقافية، فيما غابت عن التكريم أي من الأسماء النسائية التي شاركت النادي في اللجان النسائية السابقة. ثم استمع الحضور بعد ذلك إلى فقرة فنية. ليختتم الحفل بتكريم الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام بدرع تذكاري، ووكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان. وفي نهاية الحفل تحدث ل«المدينة» الدكتور الحجيلان، مبينًا أن الحفل يمثل ويشكل تلاحمًا ثقافيًا ويفتح نافذة على التراكم المعرفي والخبرات والإنجازات التي مرت بها مسيرة أدبي الطائف، ليكون هذا المساء شاهدًا أيضًا على الوفاء والاحتفاء بمن وعوا وسعوا إلى نشر الوعي الثقافي وتسيير عجلة الحراك الثقافي وتأسي مسار ومدار له من خلال النادي وما شكله من منجز يعجز الوصف عن بلوغ توصيفه، مشيرًا إلى تلك التوليفة المثقفة سواء في العمل الإداري أو المنجز الثقافي كلها تعطينا مؤشرًا على التميز الجميل لأدبي الطائف.