أكدت الدكتورة لطيفة العدواني حاجة الأندية الأدبية بشكل عام، ونادي الطائف خصوصاً، إلى برامج ثقافية قادرة على تصحيح المفاهيم والأفكار بكل شفافية ووضوح لتعزيز الولاء، ومكافحة التعصب، ونشر الوعي والعمل على تكثيف أواصر الوحدة بين أبناء الوطن الواحد وتشجيع المواهب الشابة لإيجاد مساحة واسعة من الإبداع»، مشيرة إلى أن الجيل الجديد «منتج للثقافة والإبداع، مستند إلى الثقافة الأصيلة التي عززت دور المرأة المثقفة في مجتمعها تحت مظلة الضوابط الشرعية والأخلاق الإسلامية. وشددت العدواني، التي تعد إحدى العاملات النشطات في النادي، على أن هذا «لا يمكن أن يحدث إلا بعد أن أوليت المرأة السعودية الثقة الكبرى من ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الذي جعل المرأة محور اهتمامه ورعايته، وكان آخرها إشراكها في مؤسسات الدولة عضوة وناخبة في مجلس الشورى والمجلس البلدي». واستعرضت العدواني، في حفلة نظمها النادي أخيراً بمناسبة مرور 37 عاماً على تأسيسه وتدشين عدد من إصداراته الجديدة، بحضور محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، مسيرة «أدبي الطائف» عبر أربعة عقود «من عمر النادي الذي استمد أصالته من إيحاءات المكان والزمان والإنسان، واصفة حدود الطائف بالتاريخ والحضارة والفن والتراث، ومعالمه بأنها الجمال والسحر والروعة، وملتقى طرق القوافل ومعبر الحجيج وبوابة الحرمين وموئلاً لتلاقح الحضاري ومحضن سوق عكاظ وراسم خريطة الفكر والفن والثقافة». وأوضحت أن الموهبة «هي الكنز الكامن في الشعوب ويظهر في أبنائها الذين يمثلون جوانب القوة ومحور التطور وداعم رئيسي في بنية المجتمعات البشرية، يتم الاعتماد عليه في بناء الحاضر والتخطيط للمستقبل»، لافتة إلى أن دور النادي «في تنمية المواهب وصقلها وتعدد المواهب وتشكيلها وتنوعها ما بين القصة والشعر والنثر، والأمسيات التي أسهمت في ثقافة الوطن المعطاء». فيما تطرق رئيس النادي حماد السالمي إلى «أن احتفاء النادي برجاله الذين ساروا بالحراك الثقافي في المحافظة قبل ما يزيد على 37 عاماً، جاء تجسيداً وتثبيتاً لقواعده وتحويله إلى بيت يأوي أسرة الأدب والثقافة ليجد كل عضو فيه ما يشبع نهمه، ويلبي طموحه ويعلي صوته، الشعر والقصة وصوت الإبداع والإثراء المعرفي الذي ينتظره المجتمع»، مبرزاً ما حققه النادي من نجاح «من خلال تجاوز النادي أسواره المكانية والزمانية إلى آفاق محيطه الثقافي والاجتماعي، ووصل عن طريق برنامج المحافظات والمراكز إلى أدباء ومثقفين كثر في محافظاتهم وقراهم». وعدد السالمي نشاطات النادي المتنوعة ومنها إشراك أكثر من 60 عضواً وعضوة في لجانه لتخطيط وتنفيذ عدد من برامجه ونشاطاته، متوقفاً عند جملة من البرامج التي يفخر بها النادي، ومنها برنامج الشراكات الثقافية مع جهات عدة وهى جامعة الطائف، وأمانة الطائف، وهيئة السياحة، والغرفة التجارية وشركة الطائف للسياحة والاستثمار، «التي أثبتت أن الاستثمار في الجانب الثقافي، لا يقل أهمية عن الاستثمار في الجانب الاقتصادي». وألقى أول رئيس للنادي الدكتور حمد الزيد كلمة ثمَّن فيها تكريمه، مشيراً إلى «صفة الكرام وخلق الأوفياء»، شاكراً الإدارة الحالية عليه، ومذكراً بمناقب السابقين ومشيداً بدورهم في تأسيس النادي ودعم نشاطاته، معتبراً المؤسسات الثقافية ومنها الأندية الأدبية «منارات إشعاع مهمة وعلامة بارزة من علامات التقدم والنهوض بالمجتمع». عقب ذلك أعلن أمين محافظة الطائف المهندس محمد بن عبدالرحمن المخرج تخصيص أرض للنادي. ثم شاهد الحضور عرضاً مرئياً لنشاطات نادي الطائف الأدبي الثقافي في دورته الثالثة. وفي الحفلة دشَّن محافظ الطائف والدكتور ناصر الحجيلان إصدارات النادي وتكريم أصحابها، كما كرم ابن معمر رؤساء وأعضاء مجالس إدارة النادي من عام 1395 حتى عام 1432ه، وكذلك رؤساء الجهات المشاركة مع النادي في برنامج الشراكات الثقافية. ثم استمع الحضور إلى فقرة فنية.