أصبحت بعض الأماكن المهجورة في ضواحي مدينة جدة أرضا خصبة لممارسة الأنشطة غير النظامية بعيدا عن عيون الرقابة، حيث يؤكد العاملون في هذه المواقع أن البلدية لا تعرف شيئا عن هذه الأماكن ولا تخضعها للرقابة. وفيما قالت الشرطة إن هناك حملات أمنية تترصد الأنشطة غير المرخصة في الاماكن البعيدة، مشددة على أهمية المسؤولية الاجتماعية لأصحاب هذه الأملاك للحد من أي فساد أو مخالفة، أكد مختصون في أمانة جدة إغلاق أكثر من 90% من هذه الأماكن، مشيرين إلى أنهم بصدد عمل مكثف لإغلاق ما تبقى منها. جولة «المدينة» «المدينة» رصدت خلال جولة في حي الحمدانية شرق جدة تواجد أعداد من العمالة الوافدة اتخذوا من الأحواش المهجورة مكانا لمزاولة أنشطتهم غير المرخصة. البداية كانت من أحد الاحواش يدل مظهره الخارجي على انه حوش خال فقط، غير أنه كان يحتوي داخله على عدد من الغرف تسكنها عمالة وافدة ومواتير كهرباء ومصنع للجبس بمختلف الأشكال والتصاميم، تحدثنا مع أحد العاملين خرج لنا من إحدى الغرف، أوهمناه بأننا نبحث عن معلم جبس، سألناه عن اسمه، فأجاب (رمضان) وأفاد بأنه يعيش في المملكة منذ ثماني سنوات ويعمل في مجال الجبس، وكذلك أخاه معلم جبس لكنه غير متواجد. وعن سعر المتر ذكر أنه يختلف حسب التصميم ويبدأ من 50 ريالا، وعندما أبدينا تخوفنا من عدم إكتمال العمل لأي ظرف بحجة أن الحوش مخالف للأنظمة، قال بلغة عربية مكسرة: (ما في مشكلة بلدية ما تعرف هادا مكان، أول هي في كسر حوش في البوادي لكن هادا حوش بعيد). وعن الإيجار الذي يدفعونه لصاحب الحوش، أوضح انه لا يتعدى 2500 ريال في الشهر، مقارنه بالحوش الآخر الذي أغلقته الأمانة في البوادي وكان إيجاره 30 ألف ريال. الدفاع المدني: من اختصاص الأمانة أوضح العميد عبدالله جداوي مدير إدارة الدفاع المدني بجدة أن تلك الاحواش والمصانع التي تقام عشوائيا تهدد المناطق السكنية، فهي مخالفة للأنظمة وتتسبب في حرائق عدة داخل هذه المناطق، إضافة إلى خلوها من وسائل السلامة والأمن، مشيرا إلى أن مثل هذا المصانع ومتابعتها من اختصاص الأمانة. «الأمانة»: نشاط غير نظامي وبنقل ما شاهدناه خلال جولتنا للمسؤولين في أمانة محافظة جدة، أفاد المركز الإعلامي «بخصوص الأحواش المخصصة كمصانع للجبس داخل الأحياء جدة نؤكد عدم نظامية هذا النشاط داخل النطاق العمراني لخطورته الكبيرة على صحة الإنسان وتسببه بأمراض صدرية خطيرة ناتجة عن استنشاق الغازات والأتربة الناتجة عنها». وأضاف: «تم خلال الفترة الأخيرة القيام بحملات مكثفة من قبل الأمانة والدفاع المدني على هذه الأحواش غير النظامية أسفرت عن إغلاق ما يقارب 90% منها، ونحن نناشد المواطنين الإبلاغ عن أي مواقع مشبوهة تمارس مثل هذا النشاط بالمناطق السكنية وخصوصاً الشعبية والعشوائية». والشرطة تشدد على المسؤولية الاجتماعية من جهته قال الملازم نواف البوق المتحدث الإعلامي لشرطة جدة أن هناك حملات أمنية أسبوعية تترصد الاماكن البعيدة لضبط أي أنشطة غير مرخصة، وهذه الحملات مبنية على شكاوى وبلاغات المواطنين والرأي العام والتي تردنا عن طريق الهاتف المجاني حيث يتم تحديد المواقع وبالتالي يتم إرسال دورية سرية من البحث الجنائي للتأكد من وضعها قبل إتخاذ الإجراء اللازم حيال مخالفاتها. وشدد على أهمية المسؤولية الاجتماعية لأصحاب هذه الأملاك، قائلا: «يجب أن تكون هناك شراكة في العملية الأمنية مع المواطنين للحد من أي فساد أو مخالفة».