رغم أن مسلسل «طاش ما طاش» ظل هو الأفضل والأول في أعمال شهر رمضان المبارك الماضي، إلا أن الواقع أصبح يفرض نفسه على هذا المسلسل بعد 18 عامًا من النجاح المتواصل، ففي هذا العام لم نلحظ الجدية في التناول، والتي كان يتميّز بها هذا المسلسل عندما يطرح أو يناقش قضية اجتماعية مهمة، وحتى الحلقات التي حملت فكرًا جادًا وطرحًا هادفًا، كانت قليلة هذا العام مقابل حلقات لم تحمل إلا أفكارًا مكررة وليست بتلك الأهمية. «طاش ما طاش» وبعد 18 عامًا آن الأوان له لمراجعة النفس، وآن الأوان لمواجهة صريحة، فإما التجديد الكامل، أو الاكتفاء بهذا العمر الناجح والتحوّل إلى تقديم أعمال أخرى تخرج من جلباب «طاش». تحياتي أوجهها للنجمين ناصر القصبي وعبدالله السدحان على هذا المشوار الناجح الذي نتمناه دائمًا لهما سواء مع «طاش» أو غيره فهما قادران على التجديد وقادران على الخروج والظهور بشكل جديد. * * * وبعيدًا عن «طاش» والمسلسلات، توجد أيضًا بعض البرامج التي عندما تأخذ وقتًا طويلًا وتستمر لسنوات طويلة، تصبح برامج روتينية يدخلها الملل، وتصبح بحاجة إلى اثنين لا ثالث لهما: إما تجديد تام ابتداء من فكرة البرنامج وأسلوبه وإخراجه وحتى مقدمه، أو إلغائه والاستعاضة عنه ببرنامج آخر جديد يتناسب مع المرحلة المستقبلية. ومن هذه البرامج -مثلًا- برنامج «سباق المشاهدين»، وقد أحسنت وزارة الثقافة والإعلام هذا العام بتحويل هذا البرنامج إلى القناة الرياضية بعد أن ظل سنوات طويلة محتكرًا في القناة الأولى، فهذا البرنامج أراه قد أُستهلك وأعطى كل ما عنده ولم يعد هناك حتى احتمال التجديد فيه، فنفس الشكل سنويًا، ونفس الأسلوب، ونفس الحركات، ونفس الأسماء تتكرر سنويًا، واعتقد حتى المتصلين! وقد جاء تحويله من القناة الأولى إلى الرياضية لعله يستقطب فئات جديدة من المجتمع، فهو في القناة الأولى لم يعد قادرًا على ذلك في ظل التكرار والأسلوب الذي لا يتغيّر ولا يتجدّد. هذا البرنامج أذكره كمثال لبرامج عديدة في القنوات السعودية والعربية، هي برامج بحاجة ماسة جدًا لإعادة النظر حولها. * * * في الفترة الأخيرة فقدنا إعلاميين مميزين، المخرج الإذاعي عدنان عشي.. كان صاحب لمسات مميزة في إخراجه للبرامج وهو من المخرجين الإذاعيين الأوائل ومن المخلصين والمتفانين في عملهم، والإعلامي الآخر المذيع جميل سمان.. صاحب أشهر ابتسامة في تاريخ التلفزيون السعودي وإلى اليوم لا يوجد من يضاهيه في هذه البتسامة.. كان له أسلوبه الخاص في التقديم حتى في نشرات الأخبار.. وهو أيضًا من الأوئل في مجال الإعلام. رحمهما الله.. لقد جاءت وفاتهما صادمة لكل من عرفهما.. فرحيلهما خسارة وأرجو أن نجد فرصة مواتية لتكريمهما فهما يستحقان. * * * أهنئ الفنان المخرج المميز علي الغوينم بمناسبة توليه إداره فرع جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، وأراه الرجل المناسب في المكان المناسب، وأيضًا خير خلف لخير سلف، فمدير الجمعية السابق سامي الجمعان من الأسماء المميزة وأنا -شخصيًا- لا أعرف أسباب استقالته ولكني أعرف أنه من المميزين في عملهم وهو صاحب مشوار إبداعي يستحق التقدير والتكريم، وبهذه المناسبة أقدم للأخ سامي الجمعان التهاني بمناسبة تكريمه يوم السبت المقبل في حفل كبير سيقام في العاصمة الإماراتية أبو ظبي ضمن اجتماع وزراء الثقافة في الخليج ومعه الروائية المتميزة رجاء عالم، فهذا التكريم في هذا المحفل الكبير هو تقدير مميز ومستحق. وأعود للفنان علي الغوينم وأؤكد أن تعيينه لإدارة فرع جمعية الأحساء ستكون إضافة إيجابية لصالح الجمعية. إحساس بسكات.. ضاع الهوى بسكات.. غبتي سنة ما جاني منك وصات.. حتى الخبر.. غبتي عمر وتوّي أنا أدري هوانا مات بسكات.. بسكات.