رفض عدد من الفنانين المعروفين ما تشهده الساحة الفنية من سرقات لألحان وأغنيات قديمة لمطربين شعبيين، وقيام بعض المغنين في الساحة بسرقتها وإعادة غنائها ونسبها لأنفسهم أو للتراث. وطالب هؤلاء الفنانون من خلال «الأربعاء» بضرورة أن تكون هناك نقابة للفنانين أو أي جهة فنية ملائمة، لكي تحميهم مما تتعرض له أعمالهم الإبداعية من قبل البعض. بدروهم أيضًا طالب عدد من نجوم الأغنية الشعبية من وزارة الإعلام إنشاء نقابة تحمي حقوقهم وأعمالهم وإبداعاتهم، ولم تقتصر السرقات على رموز الأغنية الشعبية أمثال عيسى الاحسائي وفهد السعيد وطاهر الاحسائي وبشير شنان وسلامة العبدالله، بل تعدّت ذلك لتشمل أعمالًا لفنانين آخرين كمزعل فرحان وعابد البلادي وعزازي وحسين العلي وسعد جمعة وغيرهم. أنا وراشد الفارس بداية قال الفنان مزعل الفرحان: «الفنان الشعبي غير مدعوم إعلاميًا ولذلك لا بد أن يمر بمواقف كثيرة ومن أبرزها سرقات الألحان التي تكثر في الوسط الفني، خصوصًا الاعتداءات المتكررة على ألحان الفنانين الشعبيين، وهناك الكثير من الألحان والكلمات الشعبية تم أخذها من نجوم الفن الشعبي بسبب عدم تواجدهم فنيًا وعدم إنصافهم إعلاميًا، لذلك فإن جميع حقوق الفنانين الشعبيين معرضة للسرقة، وأنا أتمنى من الجهات المختصة أن تحفظ حقوق جميع الفنانين، علمًا بأنني لا أمانع بالتعاون مع أي فنان والقبول بالتنازل عن أي لحن أو أغنية يطلبها لكن بشرط أن تُغنى بالشكل السليم». ويضيف مزعل قائلًا: «لقد تفاجأت بأن الفنان راشد الفارس اقتبس لحن أغنية (شي ثاني) وهي من لحني ليغنيها في أغنيته (أبي فرصة) منسوبة للملحن ناصر الصالح! ولأن علاقة جيدة تربطني بالفنان راشد الفارس لم أرفع شكوى ضده، رغم أنها تُعتبر سرقة، وهو لم يستأذن، وأنا لديّ علم أكيد بأن الفنان راشد الفارس ليس لديه علم بهذا الموضوع، فأكثر من يسطو على الألحان هو الملحن، وأعتقد أن الفنان ليس له ذنب لأنه فقط يأخذ اللحن من الملحن، وأكثر الفنانين لا يسمعون أغاني شعبية». وحول أكثر الفنانين الذين تعرّضت أعمالهم للسرقة والاقتباس، قال مزعل فرحان: «أنا أرى أن الفنان فهد السعيد وكذلك الفنان الراحل بشير حمد شنان هما أكثر من تعرّضت أعمالهم الفنية لذلك». أتمنى وجود نقابة الفنان القدير عابد البلادي قال حول هذا الموضوع: «أتمنى وجود نقابة للفنانين لكي تحمي حقوقنا من سرقة الألحان». مؤكدًا أن روائع أعمال عمالقة الفن الشعبي أصبحت كالمال السائب. ويضيف البلادي قائلًا: «بهذا الشكل لا يمكن القضاء على هذه المشكلة التي أخذت تزداد في الأواني الأخيرة، ولنأخذ مثلًا الفنان الراحل عيسى الاحسائي، من يحمي أعماله الفنية من السرقة بعد وفاته، فأكثر أغانيه تُغنى من قبل فنانين كبار وتُنسب للفلكلور، وحقيقة جميع الفنانين الشعبيين يعانون من هذه الظاهرة، وإن كنت أرى أن ألحان الفنان الراحل عيسى الاحسائي هي الأكثر تعرضًا للسرقة إضافة إلى ألحان الفنان الراحل بشير حمد شنان». سوف تستمر من جانبه قال الفنان سعد جمعة: «طالما لا توجد نقابة للفنانين فلن تتوقف سرقات الألحان، بل ستستمر، والمؤسف أنه لا توجد جهة تقوم بحماية أعمال الفنان الشعبي، وأضف إلى ذلك أن الألحان المسروقة تتم إعادتها حاليًا بشكل مطور، وفي كثير من الأحيان تحقق نجاحات كبيرة وأصداء واسعة لدى الجمهور على حساب غيره بفضل التقنيات الحديثة، ومن وجهة نظري أرى أن جميع نجوم الفن الشعبي سُرقت أعمالهم الفنية، مع العلم أنه سبق لي ان صرحت بأنني لا أمانع بإعادة ألحاني من قبل أي فنان آخر مع حفظ الحقوق فقط». سُرقت ولم أصرّح أيضًا يقول الفنان عزازي حول هذا الموضوع: «بلا شك هذه مشكلة يعاني منها الجميع في الوسط الفني، وهناك الكثير من الألحان التي نسمعها الآن وهي في الأصل لعمالقة الفن الشعبي، إلا أنها طُورت قليلًا، ولكن في النهاية يظل لحنًا مسروقًا، ولا أخفيكم أنه قبل مدة قصيرة تعرضت إحدى ألحاني للسرقة ولكنني فضّلت عدم إثارة القضية في وسائل الإعلام ولم أصرّح باسم السارق وذلك تقديرًا واحترامًا لأحد الفنانين!». مشكلة كبيرة كما قال الفنان حسين العلي: «أرى ان سرقة الألحان مشكلة كبيرة، وبخاصة إذا نسبها إليه السارق، وأكثر الألحان حاليًا هي من ألحان لعمالقة الفن الشعبي، ولكن يتم تركيب عليها بعض التقنيات الحديثة وإقتباسها، ولذا يجب على وزارة الثقافة والإعلام أن تسعى لحفظ حقوق الفنانين من ظاهرة السرقة المنتشرة حاليًا». وقال العلي: «في رأيي أن أكثر فنان سُرقت ألحانه هو الفنان الراحل سلامة العبدالله وأكثر الفنانين الآن ينسبون ألحانه وأغانيه إلى الفلكلور». فنانة أردنية سرقتني الفنان الشعبي كمال حمدي قال عن هذه الظاهرة: «أنا أرى أن السبب الأول والأهم هم شركات الإنتاج الفني التي من المفترض ألا تنتج لأي فنان يقوم بسرقة ألحان غيره، وإذا نظرنا إلى ما يُقدم الآن من ألحان نجد معظمها ألحانًا شعبية، وقد تعرّضت ألحاني لسرقة من قبل فنانة أردنية اسمها العنود، وقد سرقت أغنية لي غنيتها من قبل 34 سنة، واتصلت بالشركة المنتجة فقالوا لي هل لديك ما يثبت من أوراق رسمية من وزارة الثقافة والإعلام! علمًا بأنه في ذاك الوقت قبل 34 سنة لا توجد شركات إنتاج! ولذلك لا بد من أن تكون هناك جهة تحمي الفنانين من هذه السرقات». إدارة أو نقابة وتحدث الفنان حسن اسكندراني فقال: «سبق لي وأن طالبت وزارة الثقافة والإعلام بأن تنشئ إدراة أو نقابة للفنانين تحمي حقوقنا نحن كفنانين من سرقة الألحان والكلمات وبشرط أن يكون أعضاؤها لهم بصمة في الفن أمثال: الفنان العميد طارق عبدالحكيم وسراج عمر وسامي احسان وجميل محمود وغيرهم لأنهم هم من سبقونا في الفن ولهم معرفة كبيرة في الألحان والكلمات، وأنا لديّ معلومات بسرقة ألحان من قبل فنانين كبار لهم بصمة في الساحة الفنية وهي في الأصل ليست لهم ولكنهم نسبوها لأنفسهم، وأنا أتحفّظ على اسمائهم حتى لا أتسبّب في حساسية بيني وبينهم، وبالاختصار الشديد أغلب الفنانين إذا أعجبهم لحنًا قاموا بنسبه للفلكلور أو الثراث حتى لا يُطالبُوا بمبالغ مالية!». ويضيف الفنان حسن عبدالله إسكندراني قائلًا: «أنا في رأيي أن أكثر فنان تعرّضت أعماله الفنية للسرقة هما الفنانان: عيسى الأحسائي وبشير شنان». مشكلة قديمة مستمرة الفنان الكبير عبادي الجوهر قال حول هذا الموضوع: «سرقة الألحان كثرت وبخاصة في وقتنا الحالي، ورغم أن هذه المشكلة قديمة لكنها لا تزال مستمرة، ولا يجوز لأحد أن ينسب الألحان الشعبية وغيرها لنفسه، فمن المفروض أن تُنسب لأصحابها، والفلكلور يُنسب للفلكلور، والتراث يُنسب للتراث، واذا الفنان أو الملحن طوّر في اللحن، فهذا يُعتبر (إعدادًا)، وأغلب الألحان الموجودة حاليًا هي ألحان شعبية يتم التطوير عليها وتُنسب للفنان، والأهم عند الفنان أو الملحن هو عمل لحن يتناسب مع الكلمات، ولا يهمه من هو صاحب اللحن، رغم أنه ليس عيبًا أن يُنسب اللحن لصاحبه، وافتخر أن أغني من ألحان الفلكور أو التراث، لأنه يحكي ماضينا، وهذا موروث من مئات السنين». ويرى الفنان عبادي الجوهر أن الحل من أجل تفادي هذه المشكلة يكون برفع شكوى لوزارة الثقافة والإعلام ضد من يسرق أعمال غيره. سرقة وليس اقتباسًا وتحدث الفنان طلال سلامة قائلًا: «لا يجوز لأحد أن يتعدّى على حقوق غيره، سواء لحن أو غيره، وإذا كان اللحن من الفلكلور يُنسب للفلكلور، وإذا كان اللحن من التراث فيُنسب للتراث، ومثل هذه الاقتباسات أنا لا أعتبرها اقتباسًا بل هي سرقة، وأنا لا أرضى لأي شخص أن ينسب لحن لي، ويجب أي لحن أن يُنسب لمصدره، والتاريخ واضح ولا يصح لأي شخص يسرق ألحان غيره، فهذا مجهود ومن العيب أن يسرق أحدهم مجهود غيره، ومن المفروض على جميع الفنانين توثيق أعمالهم في وزارة الثقافة والإعلام حتى لا تتعرّض أعمالهم للسرقة». الفلكلور ملك للجميع وقال الملحن صالح الشهري: «أنا أعتبر أن لحن الفلكلور ملك الجميع، ولكن لا أحد ينسب الفلكلور لنفسه، لأن الفلكلور ملكنا جميعًا ولنا الحق في تطويره حتى يكون فيه همزة وصل بين الماضي والحاضر، ولا يمكن أن نهمل الفلكور لأننا لو أهملناه فمعنى ذلك أننا أهملنا الأصالة، وأما السطو أو السرقة على ألحان الغير فهذا لا يصح أبدًا، وهذا أمر يُعاقب عليه، وأبواب وزارة الثقافة والإعلام مفتوحة لمن له الحق في رفع شكوى ضد أي سارق، وأنا لا اعتقد أنه يوجد من يسطو على ألحان غيره، فجميع الناس أصبحوا على وعي، والحل هو أن يوثّق الفنان جميع أعماله في وزارة الثقافة والإعلام حتى إذا أحد تعدّى عليه فله الحق في رفع شكوى». مفلس فنيًا الفنان سامي إحسان: «في رأيي أن أي شخص يتعدّى ويسطو على مجهود غيره، سواء في لحن أو كلمات، فأنا أعتبره مفلسًا فنيًا، وإذا أخذنا ألحانًا من الفلكلور فيجب أن نقول عنها (إعداد)، ولا ننسبها لأنفسنا، وإذا الفنان وجّه التهم إلى الملحن فيجب أن يثبت التنازل عن اللحن من الملحن أو من الورثة إذا كان صاحب اللحن متوفيًا، ومصدقًا من وزارة الثقافة والإعلام، ولا يمكن أن نسطو على ألحان الفنانين الشعبيين، ونتشرّف أن نذكر اسماءهم، وأي أحد يسطو على الألحان الشعبية اعتبره سارقًا ولا بد أن يُعاقب».