عرفت الزميل والصديق الكريم الأستاذ فهد الخليوي منذ عام 1390ه عندما كنت أنشر قصصي القصيرة في «دنيا الأدب» بجريدة «المدينة»، وكنت أرى عمودًا لشاب كله حماس كتابي.. شاب يكتب بطريقة سريالية مبكرة بأسلوب «فانتازي»، يقارب الجنون، وقد لفت نظري هذا النوع المبكر من الكتابة في مجال السيريالية في أدبنا في ذلك الوقت، ثم كتب فهد الخليوي القصة القصيرة بعد ذلك بعدة سنوات وفي حدود 1394ه وأخذت نفس الطابع السيريالي في كثير من تشكيلاتها، كما أن قصصه في تلك الفترة أخذت طابع القصة القصيرة جدًا في إبداعنا القصصي وظل هاجس القصة القصيرة جدًا يلاحق فهد الخليوي في مجموعته القصصية الثانية: «مساء مختلف»، التي جاءت في (24) قصة متنوعة التشكيل بين القصة القصيرة والقصيرة جدًا والقصيرة جدًا جدًا والتي لا تتجاوز سطرًا ونصف السطر في بعض القصص. هذا التنوع في الأداء القصصي يكشف عن موهبة متميزة عند الأستاذ فهد ويكشف إلى أي حد سيطر هاجس القصة القصيرة جدًا عليه وكأنه أراد أن يؤكد كثافة اللغة العربية وقدرة الجملة العربية أن تقول الشيء الكبير في أوجز عبارة وهذه حقيقة متميزة امتازت بها اللغة العربية. لغة الأستاذ فهد القصصية امتازت بهذه التصورية الممزوجة بالشاعرية وبالألم الكامن الدفين أنه كاتب يطل علينا من السطور، عنيدًا يجاهر بالفكرة دونما وجل. بقيت ملاحظة على لون غلاف المجموعة فهو قد عبر عن «العنوان» لكن الديكور اللوني جاء على حساب وضوح العنوان واسم الكاتب. بقي أن أقول لأبي سليمان لقد كنت في «مساء مختلف».. «كاتبًا قصصيًا مختلفًا»..!!