حُقّ لنا أن نفرح بيوم توحدت فيه هذه الجزيرة المترامية الأطراف على يد الوالد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته ومن جاء من بعده من أبنائه الذين ساروا على نهجه واقتفوا أثره من تطبيق شرع الله الملوك: سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله جميعًا رحمة واسعة إلى أن تسلم زمام الأمور قائد مسيرة النهضة الحديثة حبيب الشعب الذي تواضع لله فرفعه الله في قلوب شعبه فعاشوا معه وشاركوه ألمه وأمله إنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله وألبسه ثوب الصحة والعافية وبارك لنا في عمره وحياته لأنه لم يأل جهدًا في تتبع حاجة المواطن والمقيم حتى غدت هذه البلاد دوحة غناء تنعم بتوحيد الصف والكلمة تحت ظل قيادة اختارت شرع الله دستورًا لها فبداية أهنئ قيادة هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني والأسرة الكريمة وأفراد الشعب السعودي وكل مقيم محب لهذه البلاد يشاركنا هذه المناسبة الغالية . ثانيًا: دعوتي لكل محب لتراب هذا الوطن الغالي ألا تقف الفرحة وشكر الله في يوم (1) الميزان من كل عام بل يجب أن تلهج ألسنتنا بشكر الله ليل نهار لأن الحياة الكريمة من توفر الأمن في الأوطان والعافية في الأبدان ولقمة العيش الكريمة توجب شكر الله عز وجل فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم قوله: (من أصبح آمنًا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) . لذا أخرت مقالي إلى اليوم لنعيش لحظات فرحة الوطن الكبير لأن خصوصية المكان تدعونا لمضاعفة فرحتنا كون هذا البلد يحوي بين جنبيه أحب بقعتين إلى الله ورسوله. البلد الحرام مكة كعبة أنظار المسلمين والمدينة مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثالثًا: ضرورة التصدي لمحاربة الفساد الإداري في بعض المؤسسات ؛ وما قام به خادم الحرمين حفظه الله من تأسيس هيئة مكافحة الفساد دليل على حرصه وفقه الله ورعاه لاستتباب أمن واستقرار هذا البلد ؛ والحفاظ على إنسانية المواطن والمقيم وعدم السماح لكائن من كان أن ينال منها أو يتعدى عليها ، والمواطن ينتظر نتائج هذه الهيئة ؛ليتحقق المأمول من تأسيسها. أخي القارئ: حق لكل مواطن ومقيم يعيش على تراب هذا الوطن يتفيأ ظلاله ويعيش على ترابه أن يفرح ويستبشر بوحدة هذا البلد وأمنه واستقراره وحقيقة الفرح تبدأ بتذكر نعمة الله عز وجل ومداومة الشكر لتدوم النعم وعدم الخروج عن المألوف في التعبير عن الفرح بالخروج على الآداب الإسلامية سواء في الطرق العامة أو في الأندية الخاصة لأن هذا يتنافى مع حقيقة شكر الله على نعمه فالله سبحانه قد أقسم بالعصر بقوله (والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) فنحمد الله عز وجل أن هيأ لهذا البلد هذه القيادة الحكيمة التي تميّزت عن غيرها بخصوصية رعاية تحكيم شرع الله على أرضه ليستخلفنا الله على أرضه لنعمرها بالعبادة والطاعة ، فهنيئًا لنا بقيادتنا والتفاف شعبها حولها ونحمد الله على أن من علينا بنعمة الأمن والاستقرار ، فالناظر لمن حولنا يعرف قدر النعمة التي نعيشها في هذه البلاد، فأكثروا من الشكر أكثروا من الشكر؛ لتدوم النعم ولتكن لحظات حياتنا يومًا وطنيا نعيشه ونعزز حبه في نفوس أبنائنا ونرعاهم كما يجب من الأفكار المضللة التي تورث الفتنة وتفرق الجماعة ؛لأن كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته وكل مواطن ومقيم صالح مسؤول عن استمرار ثوابت الأمن ومقدرات البلد من خلال المقومات السابقة التي ذكرت، سائلا الله جل في علاه أن يسلم بلادنا وقيادتنا من كل سوء ومكروه وأن يجنبها الزلازل والمحن وسائر الفتن ما ظهر منها وما بطن وسائر بلاد المسلمين . د. ناصر آل قمش الغامدي - الباحة