حقكم علينا: السعي لكل ما فيه عزتكم وكرامتكم ومصلحتكم! حقنا عليكم: الرأي والمشورة وفق ضوابط الشرع وثوابت الدين! بهذه العبارات الصادقة المؤثرة النابعة من مليك طبع الحب في قلوبنا بصفاته الكثيرة المتعددة وبإنسانيته المفرطة وحبه وعشقه للوطن ومواطنيه، وبهذه الكلمات العميقة بكل مدلولاتها استهل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه ويرعاه الله- خطابه التاريخي في افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة الخامسة لمجلس الشورى مخاطباً إخوته وأخواته وشعبه الوفي. وقد حوى الخطاب الكثير من الجوانب المهمة ومنها رصد المليارات لرفاهية المواطن إضافة إلى ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية وتعزيز مضامينها كونها ضرورة حيوية، معتبراً أن النعرة القبلية واللعب على أوتار الصراع المذهبي واستعلاء فئة على أخرى أمور تناقض سماحة الإسلام، وعلى الجانب الحياتي والمعيشي قال خادم الحرمين الشريفين إن الأوامر الملكية تهدف إلى تخفيف الأعباء وتوفير أسباب الحياة الكريمة للمواطنين، مضيفاً أن العالم يموج بأحداث وتداعيات وبلادنا تواصل مسيرتها التطويرية التنموية. وأما بالنسبة للمرأة السعودية فقد خصها الملك عبدالله بما تستحقه من تكريم مانحاً لها الحق في الشورى والانتخاب مؤكداً أن الوصول إلى التنمية الشاملة يتطلب مشاركة أوسع للمرأة السعودية من خلال تطوير قدراتها، وبهذا التكريم فقد ثبت - يحفظه الله- حقها في المشاركة الفعلية في الشورى وكذلك الانتخابات في المجالس البلدية وفق الشريعة الإسلامية، مستشهداً بالرأي السديد والمشورة الناضجة للمرأة منذ عهد النبوة متطرقاً - يحفظه الله - لمشورة أم المؤمنين أم سلمة في يوم الحديبية حيث أنجت مشورتها لرسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أصحابه من غضب الله ورسوله. لقد جاءت الالتفاتة الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله إلى المرأة السعودية تتويجاً لمكانتها الطبيعية. وبهذه المكرمة الإنسانية تضاف جوهرة إلى عقد المكرمات التي تتمتع بها المرأة السعودية منذ توحيد المملكة العربية السعودية. ولا ننسى قول خادم الحرمين الشريفين في مناسبة بيعته الميمونة بأن المرأة هي الأم وهي الزوجة وهي الأخت وهي الخالة وهي العمة وهي الجدة، لذلك يجب أن نرفع من مقامها ونجل شأنها ونمنحها كل حقوقها. هنيئاً للشعب السعودي بكل شرائحه وفئاته وهنيئاً للمرأة السعودية التي- بهذه المكرمة العظيمة- ستصبح شريكة في التنمية والتعمير والاقتصاد والبناء وستكون مشاركة للرجل في المشورة والانتخاب من أجل الوطن الكبير. وتأتي هذه اللفتة الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين تتويجاً لمكانة المرأة السعودية التي نضعها في حدقات العيون، وبهذه المكرمة السامية يثبت للمرأة هويتها الاجتماعية الفاعلة.