أشرت في مقال سابق إلى استضافة ديوانية جده العائدة للأساتذة عماد المهيدب وخالد الفوزان معالي الدكتور أسامة بن صادق الطيب مدير جامعة الملك عبدالعزيز لإعطاء الحضور فكرة عن الوقف العلمي للجامعة.. تولى الدكتور عصام حسن كوثر المدير التنفيذي للوقف العلمي إلقاء الفكرة عن الوقف أشار فيه إلى أن الوقف العلمي للجامعة عندما قام مجموعة من أهالي جدة وأعيانها ونخبة من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة بإعداد مقترح لإنشاء وقف إسلامي علمي يسعى للمساهمة في تحقيق النهضة العلمية والفكرية لمجتمعنا وأمتنا الإسلامية من خلال دعم وتمويل البحث العلمي والتطوير في المجالات التنموية الحيوية.. وتم تقديم المقترح إلى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله الذي أطلق مبادرته الكريمة بالتوجيه بإنشاء الوقف العلمي.. حيث تبنى فكرة إنشاء الوقف العلمي في اجتماع الدائرة الاقتصادية. تبنت جامعة الملك عبدالعزيز إنشاء الوقف العلمي من منطلق الإيمان والإدراك الكامل لأهمية الأوقاف العلمية في حياة وتنمية المجتمعات. جامعة الملك عبدالعزيز كانت أول جامعة على مستوى الشرق الأوسط تتبنى وتطرح موضوع الأوقاف العلمية الذي يقع في إطار الهدف العام للجامعة، أن تكون الجامعة الأولى في البحث العلمي على مستوى العالم العربي، وضمن أفضل خمس جامعات على مستوى العالم الإسلامي. أهداف الوقف العلمي يهدف إلى تحقيق النهضة العلمية والفكرية لأمتنا الإسلامية من خلال إحياء سنة الوقف الإسلامي وتفعيل دوره في دعم البحث العلمي والمشروعات والدراسات العلمية والعباقرة والموهوبين والبرامج التي تخدم البيئة وفق أولويات بحثية يتم تحديدها وفق معطيات الواقع المعاصر ومن أهمها: الدراسات الاجتماعية (الشباب، الفقر، البطالة، العنوسة، الطلاق). دعم وتبني الموهوبين وبراءات الاختراع. إستراتيجية التنمية البشرية. الأمراض الوراثية والوافدة والمستوطنة في المملكة. تقنية التطبيقات المتناهية في الصغر (النانو). التكامل الاقتصادي بين الدول الإسلامية. استراتجيات المياه في القرن الحالي. وتم وضع آلية عمل الوقف العلمي، الجمعية العمومية، مجلس النظارة، اللجنة التنفيذية، لجنة الاستثمار. تم تزكية الوقف العلمي وأنشطته وغاياته السامية من عدد من العلماء الأفاضل: فضيلة الشيخ عبدالله الجبرين، الشيخ صالح بن حميد، الشيخ عبدالله بن بيه، الدكتور سلمان العودة، الدكتور فاروق الباز وغيرهم. دول العالم المتطور تخصص نسبة 2% من دخلها القومي للبحث العلمي بينما تقل هذه النسبة كثيراً عند الدول النامية ومنها كافة الدول العربية. تعتمد جامعات العالم الراقية على الأوقاف في استقطاب أعضاء هيئة التدريس المميزين وإنشاء الكراسي العلمية والبحثية وتقديم المنح الدراسية للطلاب المتفوقين وتشييد المباني الدراسية وتطوير المعامل البحثية والمكتبات الإلكترونية ويصل حجم أوقاف الجامعات العالمية إلى مليارات الدولارات ويتجاوز حجم بعضها ميزانيات عدة دول من دول العالم الثالث (جامعة هارفارد، جامعة ستانفورد، جامعة كامبريدج، جامعة أكسفورد وغيرها). الدول المتطورة تنفق على البحث العلمي مليارات الدولارات، ففي أمريكا حجم الإنفاق 179 مليار دولار، وفي اليابان 133 مليار دولار، وفي ألمانيا 55 مليار دولار، وفي فرنسا 36 مليار دولار، وفي بريطانيا 22 مليار دولار.. حان الوقت للجميع -رجال مال وأعمال، وأفراد وشركات ومؤسسات- أن نأخذ على عاتقنا مسؤولية نهضة أمتنا وتقدمها بأن نساهم في دعم الوقف العلمي للجامعة بأصول منقولة كالنقود والأسهم وغيرها أو بأصول ثابتة كالعقارات وغيرها، كُلٌّ حسب قدرته المالية وهي من أعمال البر التي حثّنا عليها القرآن الكريم في سورة آل عمران: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تُحبون) وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن ما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علّمه ونشره، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته).