قال جدعون ليفي المحلل السياسى الاسرائيلى المعروف فى مقال له بصحيفة هآرتس تحت عنوان»زالت صلاحيته» نشرته امس ان كل اسرائيلي نزيه كان يجب عليه ان يخجل من رئيس حكومته الذي يقف أمام العالم فى الاممالمتحدة ويحاول أن يبيعه مرة اخرى نفس السلعة الفاسدة التي نفدت صلاحيتها منذ زمن، ويُحاضره في فصول من التاريخ بعيدة غير ذات صلة، ويحاول أن يبيعه مشاعر رخيصة وانفعالات عاطفية هابطة مثل متسول يكشف عن جروحه الحقيقية والمزيفة أمام الجميع واضاف ليفى ان خطبة نتنياهو برهنت في الجمعية العامة للعالم أجمع على ان اسرائيل لا تريد تسوية ولا دولة فلسطينية ولا سلاما وانها بذلك تهيئ لحرب قادمة. ومضى الى القول: تبين مرة اخرى في ليل السبت ان بنيامين نتنياهو دعائي ممتاز في خدمة الفلسطينيين هذه المرة: فقد برهن للعالم أفضل حتى من محمود عباس على انه لماذا لم يكن لهم أي مخرج آخر سوى التوجه الى الاممالمتحدة. اذا كان قد ثار استنتاج واضح واحد من خطبة حزقياهو – يشعياهو – نتنياهو فهو انه لم يعد للفلسطينيين (والى الأبد) ما يتوقعون من اسرائيل. لا شيء. كان نتنياهو مقنعا بصورة خاصة حينما أوضح ان دولة فلسطينية ستعرض دولة اسرائيل للخطر – خصر ضيق، ومئات الأمتار عن مدن اسرائيل، وآلاف الصواريخ وثرثرة كبيرة، تتجاهل على عمد واقع سلام محتمل، ولهذا قد تكون دولة فلسطينية لكن لا في زماننا ولا في مدرستنا على كل حال من الاحوال. وقال ليفى فى مقاله: لقد بدت مدرستنا بائسة على وجه خاص في ليل السبت. كان يجب على كل اسرائيلي نزيه ان يخجل من رئيس حكومته الذي يقف أمام العالم ويحاول أن يبيعه مرة اخرى نفس السلعة الفاسدة التي نفدت صلاحيتها منذ زمن، ويُحاضره في فصول من التاريخ بعيدة غير ذات صلة، ويحاول أن يبيعه مشاعر رخيصة وانفعالات عاطفية هابطة مثل متسول يكشف عن جروحه الحقيقية والمزيفة أمام الجميع. . ان بائع المشاعر نتنياهو لم يشمئز من شيء ولم ينس شيئا – سوى الواقع. فأبونا ابراهيم، وحزقياهو ويشعياهو والمذابح والمحرقة والاولاد والأحفاد وجلعاد شليط بالطبع – كل اولئك جُند لابتزاز المشاعر الذي لم يثر دمعة واحدة بيقين في أنحاء العالم إلا ربما في عدد من دور العجزة اليهودية في فلوريدا، فربما هناك ما زالوا يتأثرون بخطبة من هذا القبيل. احتاج نتنياهو الى آلاف سني التاريخ للطمس على الواقع، لكن حس عباس التاريخي تبين أنه أكثر تطورا