بعد أشهر من الصمت، لم تحتج اللجنة الرباعية للشرق الأوسط إلى أكثر من أربع ساعات الجمعة لترد على طلب عضوية دولة فلسطين في الأممالمتحدة، وذلك عبر اقتراح مفصل لاستئناف التفاوض، وهو ما قوبل بتأكيد إسرائيلي على أن جدول الرباعية للتفاوض ليس مقدسًا، وبانتقاد فلسطيني لعدم ذكر البيان وقف الاستيطان وحدود 67. وصدر بيان من الرباعية بعدما تقدم الرئيس عباس بطلب العضوية ورد عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وأوضح مسؤول أميركي أن الرباعية تحاول «التطلع إلى المستقبل» مضيفًا «قدم الرئيس عباس رسالته، من الواجب أخذ علم بذلك واقتراح أفكار ردًا على هذا الأمر. علينا العودة إلى الشأن الأساسي، أي إيجاد سبيل لإحياء المفاوضات»، وتكمن هذه المقاربة «البسيطة» على قول العديد من أعضاء اللجنة في وضع جدول زمني قبل كل شيء. وبحسب المبادرة، يلتقي الإسرائيليون والفلسطينيون مرة أولى خلال شهر لتحديد «برنامج زمني وأسلوب للتفاوض». وخلال هذا الاجتماع «التمهيدي»، يتم أيضًا الالتزام بالتوصل إلى اتفاق نهائي في نهاية 2012 «حدًا أقصى»، ويتقدم الطرفان بعدها «باقتراحات كاملة بحلول ثلاثة أشهر» حول الأمن وقضية الحدود، ويلتزمان إحراز «تقدم جوهري خلال ستة أشهر». ولا يتطرق بيان الرباعية إلى تفاصيل، ويستند إلى خطاب باراك اوباما في مايو، والذي اقترح فيه الرئيس الأميركي التفاوض على قاعدة حدود ما قبل الحرب العربية الإسرائيلية العام 1967، مع تبادل للأراضي يوافق عليه الطرفان، ويأخذ في الاعتبار التبدلات التي طرأت منذ ذلك التاريخ، لكن الرباعية لم تتطرق مثلًا إلى قضية المستوطنات اليهودية الشائكة، ولا إلى طلب إسرائيل أن تكون الدولة الأمة للشعب اليهودي، في المقابل، تلحظ الخطة عقد مؤتمر دولي في موسكو لتقييم تقدم المفاوضات «في الوقت المناسب». وسيعقد أيضًا مؤتمر للجهات المانحة للفلسطينيين في موعد لم يحدد. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أثار الأربعاء قضية هذا المؤتمر على أن يعقد في فرنسا خلال الخريف، وتضمن عرض ساركوزي نقاطًا مشتركة أخرى مع خطة الرباعية، وخصوصًا أن فرنسا ساهمت في شكل واسع في بلورة البيان الذي صدر الجمعة. واعتبر نائب وزير الخارجية الإسرائيلية داني ايالون أمس، أن الجدول الزمني للمفاوضات الذي قدمته اللجنة الرباعية للتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين قبل نهاية 2012 «ليس مقدسًا»، وقال ايالون في تصريح للإذاعة الإسرائيلية العامة «المهم في موقف الرباعية هو أنه لا يطرح شروطًا لاستئناف المفاوضات المتعلقة بالاستيطان والحدود إلا أن الجدول الزمني للتطبيق ليس مقدسًا». واستنادا إلى ايالون فان الأمر يتوقف على قبول الفلسطينيين «استئناف المفاوضات دون شروط مسبقة ودون تهديدات بتحركات أحادية» في إشارة إلى طلب انضمام دولة فلسطين إلى الأممالمتحدة. وحذر ايالون عضو حزب «إسرائيل بيتنا» القومي المتشدد من أنه «إذا لم يأت الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات فلن نتمكن من تحقيق تقدم»، من ناحيته أعرب وزير البيئة جلعاد اردان العضو في حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو عن شكوكه حول استئناف المفاوضات، وقال اردان للإذاعة: «لا اعتقد أن المفاوضات ستستأنف على الرغم من أن رئيس الوزراء يفعل المستحيل من اجل تحقيقها»، وأضاف أنه «من المستحيل أن يقبل رئيس الوزراء قبل المفاوضات مع الفلسطينيين بدولة فلسطينية على حدود 1967 وبتجميد للاستيطان». من جهتها انتقدت السلطة الفلسطينية أمس، البيان الذي أصدرته اللجنة الرباعية، وقال وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي: إن بيان اللجنة الرباعية حول استئناف المفاوضات «منقوص» كونه لا يشتمل على مطالبة إسرائيل بوقف البناء الاستيطاني وانسحاب قواتها لحدود عام 1967 كأساس لاتفاق السلام واعتبر المالكي، في تصريحات لإذاعة «صوت فلسطين» الرسمية، أن البيان الذي صدر عن اللجنة الرباعية لا يلبي المطالب الفلسطينية من العودة للمفاوضات مع إسرائيل، مشيرًا إلى أنه سيتم الرد عليه رسميًا عند دراسته من القيادة الفلسطينية.