ما أقوله في هذه الأسطر ليس إنقاصًا ولا إجحافًا، ولكن مجرد استغراب محضٍ جعلني أضع كلتا يديّ في بحر الاستفهام لأصطاد بصّنارة تفكيري إجابة مقنعة لعلها تريح خاطري، فلم أجد بندًا مقنعًا يجعلني أكُفّ عن طرح التساؤلات المستعجلة التي تقول: لماذا يعمل فئة من معلمي المدارس الصباحية في برامج محو الأمية المسائية وهناك الآلاف من خريجي الجامعات وكليات المعلمين الذين يتمنون أن يجدوا فرصة سانحة لكسب الرزق البسيط، ونافذة مشرعة يروون من خلالها لهفتهم المنتظرة التي طالت، فالمعلمون الصباحيون ينهمكون خمس ساعات وأكثر في جدٍ ونشاط وحرص على بلوغ تلاميذهم تمامهم التعليمي، ويتقاضون بعد ذلك مرتباتهم الممتازة -ما شاء الله تبارك الله- بينما يقعد الكثير من أولئك الخريجين الذين لم يحالفهم حظ التعيين ينتظرون لفرصة متاحة، ولو في المساء، تجعلهم يتفاءلون بمهنة المستقبل، فمن خلال منبر الصحافة الراقي (المدينة) أتساءل بكل أمل لماذا لا تُخصص وزارة التربية والتعليم تلك الوظائف للخريجين المنتظرين لوظائفهم من سنين؛ لأنهم أحق وأحوج من معلمي المدارس الصباحية، فهم يستحقون أن ينالوا رزقًا جميلًا ومكسبًا هانئًا من خلال مزاولة تلك المهنة ولو لساعات بسيطة، وهي فرصة حقيقية لإراحة معلمي الصباح من عبء العمل وقضاء الوقت مع أسرهم وتحقيق رغباتهم دون حسابات مالية جديدة، فهذه المناشدة أتمنى من وزارتنا العزيزة الاطلاع عليها والعمل من خلالها لخلق فرص الطموح من جديد فيمن يريد أن يكون معلمًا ولو من بوابة العمل المسائي. حمد جويبر- جدة