قال المستشار بوزارة الثقافة والإعلام ومدير قناتي القرآن الكريم والسنّة النبوية الدكتور سليمان بن محمد العيدي: إنه استطاع كسر حاجز قرّاء النشرات الإخبارية في التلفزيون السعودي والاعتماد على مذيعين ذوي صفات وخبرة أوسع، وأشار إلى أنه كان أول من أدخل برامج الإفتاء المباشرة في أول قرارات مبكرة له في وزارة الثقافة والإعلام. وكشف العيدي في حواره مع «الأربعاء» عن انطلاقة برنامج تفسير القرآن الكريم باللغتين الإنجليزية والفرنسية من خلال البث المباشر لقناة القرآن الكريم مع بدء شهر رمضان المبارك الفائت، وأفصح عن عشقه لمهنة التدريس وبأنها الهواية الأولى بالنسبة له، ويبدو أن الوقت أعاده لها مجددًا، حيث يعمل أستاذًا في جامعة الإمام تخصّص «أخلاقيات المهن». الإعلامي العيدي تحدث في هذا الحوار عن العديد من المواضيع الإعلامية والشخصية.. * بما تقدم نفسك في بداية هذا الحوار؟. - الدكتور سليمان محمد العيدي.. مستشار إعلامي ومشرف على قناتي القرآن الكريم والسنّة النبوية. * متى وكيف بدأت مجال الإعلام؟. - البداية كانت عام 1397ه مذيعًا بإذاعة الرياض، أما التلفزيون فكانت عام 1399ه، وبالطبع فإن البدايات تكون دائمًا بحاجة إلى صبر واحترام المهنة. * خلال تولّيك لعدد من المناصب بالتلفزيون السعودي، ماذا تذكر عن أول قرار اتخذته، وإلى من وجهته وكيف كانت نتائجه؟. - كان عندما توليت مسؤولية التلفزيون وأول قرار اتخذته وأتذكره كان كسر حاجز قرّاء النشرات في التلفزيون وعدم الاعتماد على مذيعين معينين وإنما العمل على تعدّد المدارس الإلقائية وتنوع المناطق عبر شاشة التلفزيون، والقرار الثاني أيضًا في التلفزيون وكان إدخال برامج الإفتاء المباشرة، وأتذكر أول من رُشح لهذا هو الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع والشيخ صالح السدلان. * كان لكم ولا زال دور في اختيار إعلاميين للعمل في القنوات السعودية المختلفة، ما هي آليات الاختيار.. وكم أعداد المرشحين من قبلك.. ومن تجد أنه تميّز في هذا المجال؟. - هذا مرتبط بالقرار الأول، وفعلًا عند اختيار المذيعين لابد من توفر الشروط المعتبرة لاختيار مذيعي الإذاعة أو التلفزيون، مع أن التلفزيون شرطه أشد في قابلية من يُلقي على الشاشة، وهذا يعفى منه مذيعي الإذاعة.. وأذكر ممن تميّز ممن اخترتهم: علي الظفيري وسلطان الحارثي وهلال الرحيمي وغيرهم كثير. * كونك المسؤول على قناة القرآن الكريم، المشاهدون يتمنون رؤية برامج مفيدة ومتنوعة في مجالها الديني.. بم تعدهم؟. - بدأنا الآن ببرنامج تفسير القرآن وفي شهر رمضان المبارك الماضي بدأت الترجمة الفورية باللغتين الإنجليزية والفرنسية وهذا لون من البرامج المفيدة. * هناك دروس ومحاضرات دينية تُلقى في أروقة المسجد الحرام، لما لا يتم نقلها مباشرة؟. - فكرة رائدة.. عشناها وتحتاج إلى وقت للتطبيق. * بحكم خبرتك الإعلامية.. بصراحة من الأفضل في التقديم.. المرأة أم الرجل؟. - كل له ما يميّزه، لكن عشاق الشاشة يفضلونها امرأة، ومع هذا جرّب المرأة في البرامج العسكرية.. هل تنجح؟!. * كيف تقارن بين فضاء الإعلام الداخلي والخارجي؟. - كلاهما إعلام.. لكن المحلي الرسمي يجبرك على احترامه، والفضاء العالمي بلا هوية. * هل قدم لك الإعلام ما تتمناه خلال هذا المشوار الطويل؟. - ما يتمناه المرء هو الستر والعافية والحمد لله تحقق ذلك وما بعده ترف. * ماذا تذكر من مواقف تعرّضت لها خلال عملك الإعلامي؟. - كثيرة جدًا هي المواقف.. لكن أذكر هذا الموقف عندما كنت أقدم مسابقة تخدم القرآن الكريم ثم تفاجأت بأحد المتسابقين فيما بعد وجهًا لوجه يشتمني متهمني بأنني أجبرته على صرف 1700 ريال على الاتصالات الهاتفية في رمضان أثناء تقديم برنامج المسابقة!!. * شاب محب للإعلام وشغوف للوصول إليه بماذا تنصحه؟. - أنصحه بالاهتمام بالقراءة والتجارب الصوتية وأن لا يمل من المواعيد وتغيّرها، فالإعلام على مدار الساعة يتجدّد، فالصبر أساس النجاح. * مسؤول عالي المستوى تشرفت بلقائه وآخر تتمنى مقابلته؟. - جميع المسؤولين تشرفت بلقائهم على أي مستوى تتخيله!!. * زميل تفتخر بزمالته في الإعلام؟ ورياضي تُعجب به؟ وممثل تعشق متابعته؟ وداعية يجبرك على سماع محاضرته، ومجهول لا يعرفه سواك استفدت منه وتريد رد جميله من هو؟. - كلهم عيون في رأسي وزمالتهم شرف ورحلتي معهم كانت ممتعة، أما الرياضي والممثل فأنا لحظوي المتابعة في حينها ثم ينتهي الإعجاب لهم بعد الحدث مباشرة، وأما الداعية فهما الشيخ سلمان العودة والشيخ محمد العريفي، وأما في زمن الفضائيات فلا مجهول هناك وأدعوا الجميع للاستفادة من كل هؤلاء المنتشرين في الفضاء. * وشخصية تمنيت لقاءها عبر برامجك المختلفة فتحققت وأخرى لم تستجب لدعوتك؟. - كل من حاولت استضافته بحمد الله تحقق ذلك، ومن لم أضعه في الحسبان لم يتحقق بعد، وتمنيت شخصية خيرة ورجل أعمال لم تتحقق استضافته بعد وهو الدكتور محمد العمودي فهو لا يحب الإعلام ومع هذا هناك محاولات للاستفادة من خبرته وتجربته. * يقال إن الإعلام يُخرج صاحبه في نهاية المطاف بخفي حنين.. لا مال.. ولا منزل.. كيف أنت من ذلك؟. - أنا مستور الحال ولله الحمد والمنّة لكني أملك بيتًا يضمني مع عائلتي والفضل أولًا وأخيرًا لله ثم لمن كان خلفه والدعاء له ولابنته. * أولادك هم روح الفؤاد.. كلمة توصيهم بها دائمًا، ومن هو الأقرب إلى فؤادك، وهل قاد الإعلام أحدًا منهم كوالدهم؟. - أوصيهم بالتقوى والصلاح والاهتمام بالوالدين، وأما الأقرب منهم إلى فؤادي فهو المسافر حتى يعود والصغير حتى يكبر والمريض حتى يشفى، أما من قادة الإعلام فهو الأستاذ (عبدالله) وهو مذيع بالقناة الأولى ومن قرّاء النشرات الإخبارية حاليًا. * موقف إعلامي لا يغيب عن ذاكرتك أبدًا؟. - في هذه اللحظة أذكر موقف انقطاع الكهرباء في المصعد بالإذاعة أثناء موعد نشرة أخبار ال 9 صباحًا ولكن ولله الحمد اشتغلت الكهرباء قبلها بدقيقة وأنا محتجز بداخل المصعد!!. * كتاب تحرص على قراءته، وكاتب تعشق قراءة مقاله؟. - القرآن الكريم أفضل كتاب يجب اقتناؤه فإذا وجدت فرصة فلا تضعها حتى تقرأ هذا المعين الذي لا ينضب، وأما الكاتب الذي أعشقه فهو من كانت وطنيته طاغية على هواه ويحب دينه ووطنه بدلًا من إثارة الفتن. * وأديب تحب أن تقرأ له، وشاعر تحرص على سماع قصائده؟. - هو الأديب والشاعر في نفس الوقت (فاروق شوشة) في لغتنا الجميلة. * لو لم تكن إعلاميًا ماذا كنت تتمنى أن تكون؟. - هوايتي الأولى قبل الإعلام هي مهنة التدريس، ويبدو أنني رجعت، لها فأنا أستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تخصّص «أخلاقيات المهن». * خبر سعدت به وآخر ضايقك؟. - مع أول مولود كنت سعيدًا، ثم استمرت السعادة مع أبنائي كلهم، ويضايقني عدم تحقيق حاجات الناس، فأتمنى أن أقضيها لهم لتكتمل السعادة.