يشكو عدد من سكان حي كيلو 14 بمحافظة جدة من خطر المياه الجوفية التي داهمت منازلهم وأجبرتهم على تركها والبحث عن حلول وبدائل تجعل حياتهم أفضل بعد أن استحال العيش فيها إثر ظهور المياه داخلها، وقد أجبر البعض على ترك منازلهم دون أن يملكوا من حطام الدنيا شيئًا لتتلقفهم أيدي فاعلي الخير. وعلى الجانب الآخر تبدو المأساة بشكل أكبر حيث اضطر البعض إلى البقاء في منازلهم رغم ظهور المياه الجوفية فيها وتشققها؛ وذلك بسبب عدم قدرتهم المادية على العيش في الشقق المفروشة، وهم يعيشون وينامون فوق أرضيات مبللة، ويواجهون العديد من المشكلات والعوائق التي خلّفتها المياه الجوفية، فأصبحوا في معزل عن أي تواصل اجتماعي. وفي مواجهة هذا الواقع المرير، قال مدير عام المياه والأودية والسيول في أمانة محافظة جدة المهندس محمد قطان: «بناءً على توجيهات سمو أمير منطقة مكةالمكرمة بضرورة دراسة أسباب ارتفاع منسوب المياه الجوفية، تم تشكيل لجنة بعضوية كل من (شركة المياه الوطنية، أمانة محافظة جدة، واللجنة الفرعية لمشروع معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول) لدراسة المشكلة وكيفية معالجتها». وأكد أن الأمانة تحاول إيجاد حلول لمعالجة مشكلة المياه الجوفية حسب الدور الذي أُنيط بها. أبنائي أصيبوا بحمى الضنك «المدينة» تجولت في الحي ورصدت واقع الحال ميدانيًا، واستمعت إلى شكوى عدد من السكان ومعاناتهم مع هذه المشكلة. فهذا عزيز أحمد الزهراني يشكو من تسرب المياه إلى داخل منزله، مشيرًا إلى أنه خاطب الأمانة أكثر من مرة، وكذلك البلدية الفرعية مطالبا بإيجاد حل لمعاناتهم. وقال: بعد عديد المطالبات حضر مندوب الأمانة وأخبرنا بأنه لا يملك أي حل سوى رش المبيد المضاد للبعوض، وحتى هذا المبيد لم يثن البعوض عن العودة للمستنقعات التي ساهمت المياه الجوفية في تكونها. وأضاف: مشكلة المياه الجوفية تمنعنا من التواصل الاجتماعي نتيجة الأضرار الكبيرة التي طالت منازلنا، بالإضافة إلى إصابة أبنائه بحمى الضنك. وتساءل الزهراني عن دور الأمانة في إيجاد حلول لمثل هذه المشكلات التي يعانون منها، مضيفًا أنها لم تقدم لهم أي شي -على حد تعبيره-. مأساة اليتامى وتبدو المشكلة أكثر إيلامًا في منزل يتامى تقف أمهم حائرة لا تدري ماذا تفعل بعدما داهمت المياه منزلهم الصغير. هذا هو حال أسرة عبده هليل الشهري يرحمه الله بعد أن داهمت المياه الجوفية منزلهم الذي يؤويهم، وتلقوا إخطارًا من الجهات المسؤولة تفيد بأنه آيل للسقوط، مما أجبر الأم وأطفالها الصغار على الخروج منه ليأخذهم أحد فاعلي الخير ويؤويهم في منزله. وناشد أحد سكان الحي المسؤولين العمل على إيجاد حلول عاجلة لمعالجة مشكلة ظهور المياه الجوفية في منزل اليتامى، وإعادتهم لمنزلهم الذي لا يملكون سواه، ومساعدتهم لتجاوز الظروف المادية الصعبة التي يعيشونها.