رغم أن مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز ما تزال في بدايتها، ورغم أنني أعتبر أن مانشستر يونايتد هو المرشح المفضل للفوز باللقب، فإنني أرى بأن مانشستر سيتي سيكون المنافس الجدي والوحيد لجاره يونايتد على الرغم من قوة ليفربول وتشلسي. مانشستر سيتي أصبح يمتلك هذا الموسم أفضل اللاعبين. صحيح أن كرة القدم لا تقوم على العامل الفردي فقط، وصحيح أن خلق التوليفة المناسبة والمتجانسة يبقى أهم من جلب اللاعبين الموهوبين، لكني أعتقد أن مصدر القوة الأساس لمانشستر سيتي يبقى في اكتساب الفريق إرادة الفوز وشخصية البطل. وهو ما يحسب لمديره الفني روبرتو مانشيني، وكذلك لمجموعة اللاعبين الجاهزين والمؤثرين الذين جلبتهم إدارة النادي حسب رغبة واحتياجات مانشيتي. ربما يكون خط الدفاع هو الأقل قوة بين خطوط الفريق الأخرى، لكنني أعتقد بأن الفريق يمتلك خط وسط يصعب مجاراته وبالذات بعد انضمام الفرنسي سمير نصري إليه. أما خط الهجوم فقد أصبحت خيارات المدير الفني فيه متعددة بعد قدوم الأرجنتيني أغويرو لينضم إلى مواطنه تيفيز وإلى المهاجم المساند القادم من الخلف والقادر على استغلال المساحات بشكل مثالي، المونتنيغري جيكو. أما الإسباني ديفيد سيلفا فإنه ما زال يواصل تألقه على صعيد صناعة اللعب وخلق الفرص والحركة الدائبة في العمق وعلى الأطراف وبكرة ومن غير كرة، بالإضافة إلى السرعة والمهارات العالية والمقدرة على التمرير الدقيق والذكي. وكل هذه العوامل تساهم في خلق الثغرات في دفاعات المنافسين مما يمنح لاعبي الوسط الآخرين ومعهم المهاجمين، الفرصة لاختراقات دفاعات المنافسين دون بذل جهود مبالغ فيها. وهو ما رأيناه من خلال مباراة الفريق الأخيرة ضد توتنهام على ملعب وايت هارت لين، حيث تمكن الفريق الأزرق من سحق منافسه بخمسة أهداف مقابل هدف واحد. الفريق يجيد الهجوم بجميع الأساليب، ولاعبوه قادرون على خلق الفرص خصوصاً وهم يعيشون حالة متميزة من الانسجام والتفاهم. وحتى لو احتاج الفريق الذي يلعب عادة برأس حربة كلاسيكي واحد إلى إضافة زخم هجومي، فإن كرسي الاحتياط أصبح يتوافر على بدلاء يمكن أن يجعلوا المدير الفني يفكر طويلاً قبل إشراكهم ضمن التشكيلة الأساسية أو الإبقاء عليهم على كراسي الاحتياط. هذا بالإضافة إلى وجود الجناح آدم جونسن الذي يمكن أن يغير دخوله مسار اللعب وشكل البناء الهجومي. أعتقد أننا بصدد متابعة موسم استثنائي لمدينة مانشستر.