قال الضَمِير المُتَكَلّم : في اليومين الماضيين عرضنا لدراسة الشهر ل ( مركز أسبار للدراسات والأبحاث والإعلام ) التي دارت حول ( انتشار ثقافة الكراهية للمجتمع والحياة عموماً ) ؛ وأنها سبب الغلو والتطرف والإرهاب ، ثم للعوامل المغذية ( لثقافة الكراهية) ، واليوم نستعرض ابرز التوصيات لتجاوز ( ثقافة الكراهية) ، وتكريس (ثقافة التسامح ) عبر خطوات عملية ملموسة؛ ومنها : الاعتراف بالمشكلة ، ثم إعلان قطيعة معرفية مع كل موروث ثقافي يتنافى والمبادئ العليا مما هو اجتهاد بشري عَمِل به الأسلاف، ومهما كانت نظريتنا التبجيلية لهم، ومهما علت مكانة القائلين به ! ثم دعم وتشجيع كل ثقافة تحتضن الإنسان أياً كان، وكذا إعادة النظر في المفاصل الأساسية الحاكمة لثقافة المجتمع ؛ وهي : المفصل التربوي : من خلال تعزيز التسامح في البيت ، في الأسرة الصغيرة ، في تسامح الأبوين، في تسامح أفراد الأسرة مع بعضهم ومع الخدم ومع الجيران . والمفصل التعليمي : فللبيئة التعليمية الشاملة للمنهج، والنشاط ,والمعلم ، دور بارز في تكريس ثقافة التسامح والمفصل الديني : فلا يمكن لبعض أصوات الخطاب الديني بكافة مظاهره – درساً دينياً أو كتاباً أو فتوى أو خطبة منبرية أن يستمر في تغذية نوازع التعصب والكراهية ضد المخالفين ؛ فإن في ذلك إضراراً بمجتمعاتنا، وهلاكاً لأبنائنا ، وإساءة لإسلامنا ؛ فعلى الخطاب الديني أن يكون عذوراً للناس ، متسامحاً ومعيناً على غرس ثقافة التسامح . المفصل الإعلامي : فعلى الإعلام أن يكون متوازناً ، يركّز على القواسم (الإنسانية الإيجابية) المشتركة بين الأديان والشعوب ، فلا يكون هدفه الأساسي الإثارة عبر تصّيد أخطاء الآخرين وتضخيمها ، وعليه ترسيخ ثقافة التسامح (الديني والسياسي) بين طوائف المجتمع ، والتركيز على مفهوم (المواطنة ) . كما يجب ضبط الفتاوى (المكفّرة) والتصريحات (المخّونة) ومحاكمة أصحابها ، وتجريم استخدام منابر بيوت الله في غير أهدافها . . وأخيراً هذه الدراسة التي ناقشت ( ثقافة الكراهية في مجتمعاتنا ، وأنها سبب الغلو والإرهاب ) ، وخرجت بتوصيات للخروج من هذه الأزمة دراسة جديرة بالطرح والمناقشة ، والإفادة من رؤاها . ولكن ألحظ في هذه الدراسة انحياز واضح للآخر الغربي ، وأن الكراهية مصدرها فقط الجانب الإسلامي ؛ بينما هناك في الغرب من يحقد على الإسلام وأهله ويسعى لغرس هذه الكراهية على مختلف الأصعدة ! والموضوع جدير بمزيد مناقشة . ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .