تذكرون المواطن ( س / ج ) الذي ظَهَر عندما ارتفع سعر ( الطّماط ) واختفى بعد أن ارتفع سِعر كُلّ شيء ؟! ، ثالث أيّام العيد قابلته في احدى المحطّات على طريق الرياضالقصيم كان الرجُل مستاءً جِدّاً لكن هذه المَرّة لا علاقة لاستيائه بسعر ( الطماط ) في السُّوق ، عرفت ذلك بعد أن سألته : عسى ماشَرّ يارجُل ؟! أجابني بهدوءٍ مصطنع : « لا لا ما في شي « ، وبعد إلحاحٍ _ لا يخلو من خُبثٍ منّي _ انفجَر الرَّجُل قائلاً : « ياخي نبغى نعيش « ! رددت عليه قائلاً : « عيش أحد رَادّك « ؟! ، لا أخفيكم سِرّاً كاد الرجُل أن يصفعني لكن يبدو أنّي « كسرت خاطره « بابتسامتي البلهاء ، بعد لحظة صمت استرسل بالحديث قائلاً : كانَ في جدول يوم العيد الثّاني لمهرجان عيد أرامكو الثقافي حفلة لفنّاني الكبير ( نصير شمّة ) وكنت أخطّط لحضورها منذُ أسبوع حتّى أنّي أكملت الحجوزات من أجل السفر إلى هناك ، ( قال ذلك وهو يتحسّس جيوبه ليريني التذاكر ) وأضاف : لكن قبل موعد الحفلة بيوم تمّ الإعلان عن إلغائها ! قُلت : محاولاً التربيت على قلبه : لا عليك « خيرها بغيرها « ، وقبل أن أنتهي من ( ألف غيرها ) انفَجَر في وجهي مرّةً ثانيَة قائلاً : « أيّ غيرها « ؟! هذه ليست المَرّة الأولى ، قبل عام حدث لي ولعائلتي نفس الموقف ولكن مع حفلةٍ لفرقة ( طيور الجنّة ) للأطفال في تبوك ، أُعلن عن الحفل وتمّ الإلغاء قبل الموعد بوقتٍ قصير ! ولك أن تتخيّل تأثير هذا الأمر على أرواح ووجوه أطفالي ، ثُمّ أضاف : أريد أن أفهَم من المسؤول عن كُلّ ما يحدُث ؟! لماذا كُلّ هذا الإصرار على الإنغلاق في عصرٍ أصبحت ( الكُرَة الأرضيّة ) فيه ليست مجرّد قريَة صغيرَة بل ( حَيّ ) ؟! ، ثُمّ أضاف _ بهدوءٍ يائس _ أذكُر قبل أكثر من 30 سنة أنّهُ كان لدينا 36 دار سينما ، وكنت أتابع ( فيروز وأم كلثوم ) في التلفزيون السعودي ، هل تُصدّق بأنّ المجتمع حينها كان أكثر محافظةً من الآن !! قال ذلك ثم همّ بالمغادرة ، استوقفته قائلاً : لحظة إلى أين ؟! « إذا كنت طالع للقصيم أنا طالع هناك « . أجاب : لا ، قرّرت أن أكمِل العِيد في ( عمّان ) .