العيد فرحة وبهجة وسرور.. فهو جائزة الله عز وجل للصائمين والقائمين خلال الشهر الفضيل، وتتويج لشهر مليء بالاجتهاد في القيام والصيام وأعمال البر والإنفاق.. فالعيد بمعايداته يرتبط بالتواصل والالتقاء وخاصة مع الاقارب والجيران والاصدقاء والمرضى، ففي الوقت الذي اختلفت فيه الحياة وتسارعت وتيرة ايقاعها وغدا البعض بل الكثير لا يستطيع الوفاء بالالتزامات والروابط الاجتماعية اصبح العيد الفرصة السانحة للتواصل مع من لم تسمح لك ظروف الحياة بأن تتواصل معهم بشكل طبيعي طوال العام.. ولكن وللأسف وبالرغم من ذلك نجد أن الكثير وخاصة قاطني المدن الكبرى قد عزفوا عن اساس العيد المتمثل في المعايدة من خلال الالتقاءات والزيارات واستبدلوها برسائل الجوالات، لا بل وقد ترسل هذه الرسائل دون ان تتلقى ردا من مستقبليها.. وبعض العوائل تفضل العيد بالخارج بداعي انه اريح وما نبغى «صجة ولجة».. والبعض إما في البحر أو البر أو الاستراحة والمنازل خالية على عروشها وخارج نطاق التغطية. مشاهد لا تعبر عن مظاهر العيد المرجوة، وبين هذه الامور شدتني ظاهرة جميلة في الحي الذي اقطنه في شمال جدة اذ إنه ومنذ أكثر من سبعة أعوام يقام حفل معايدة جماعي لسكان الحي في ساحة مسجد الحي يتبادلون من خلاله المعايدة ويتخلله كلمات لبعض السكان ومسابقات وجوائز وعيديات للأطفال ويختتم بعشاء فاخر.. تلك صور حقيقية لواقع عيدنا أحببت أن أنقلها للقارئ لعل وعسى أن نعود ونفتح أبوابنا وننير مصابيحنا ونصلح قلوبنا ونوايانا لنستقبل معايدينا بكل محبة وسرور وترحاب، وليعود عيدنا كما عهدناه يزرع الفرح في قلوبنا وقلوب أطفالنا.. كما لا ننسى أيضاً أن نتذكر معايدة من لا يستطيعون المعايدة من هم في المستشفيات وعلى سرر المرض وذوي الاحتياجات الخاصة، وكل عام وانتم بخير ومن العايدين.