قال الضَمِير المُتَكَلّم : حول مائدة ( السُوالِف والحَكاوي الرياضية ) ، كان يجتمع كل ليلة مجموعة من إعلاميي ( الكُوْرَة ) في قناتنا الرياضية على أضواء الفَوَانيس ؛ حيث يتناطحون بالأصوات حول هذا اللاعب أو ذاك ، ويجترون مِن القضايا ما وَلّى وَفَات !! المهم قبل أسبوعين كان ( الصّراخ حَول واقع الرياضة المدرسية ) ؛ يومها زَفّت وزارة التربية والتعليم ( البُشْرَى )؛ بأنها قد تعاقدت مع شركة إسبانية عَالمية متخصصة لتطوير الرياضة المدرسية !! وما أَنْ سَمِعَت ( نفسي الطيبة المطمئنة ) هذه ( البُشرى ) حتى قفزت جَذْلَانة فَرِحَة ؛ فالويل لمحتكري البطولات ؛ فالسعوديون قادمون برياضتهم المدرسية لالتهام ( الكؤوس والميداليات الذهبية ) ؛ بإعداد وخطة إسبانية !! قَفَزَت ( الغلبانة ) عِدة قفزات ؛ ولكنها سقطت ؛ عندما صفعتها ( النّفس الخبيثة ) بالواقع المأساوي للعديد من المدارس الحكومية ، وذكرتها بإجابة أحد طلاب الابتدائية خفيفي الظلّ عندما سُئِل : عَن صَفّه الدراسي ، فقال : ( نَجَحْتُ من المطبخ ، وانتقلت لِلمَجْلِس ) ، قالها سَاخِرَاً من مدرسته المستأجرة الكئيبة !! فَعَن أيِّ كَمَالِيّات تَتَحَدّث وزارة التربية ؛ والبنية التحتية للعملية التربوية مفقودة ، فهناك طلاب مساكين يتكدسون في فصول أو عُلَب سَردين في مبَان مستأجرة غير تعليمية ، بل غير صحيّة !! وعَن أيِّ رياضة مدرسية يُنَظِّرُ مسئولو ( التربية ) ، وما زالت المناهج ، وأساليب التعليم فيها تبدو قَاصِرة ، تعتمد على الحفظ والتلقين ، والنتيجة : ( طلاب بَبغَائيون يردّدون ما يسمعون ) ؛ والدليل إحصائيات اختبارات القياس والقدرات ( المخيبة للآمال ) ؛ لأنها فقط تعتمد على التّفكير والتّحْلِيل !! قبل تطوير الرياضة ؛ أين المعَامِل في المدارس ، وأغلبها غُرف صغيرة تفتقد للأدوات والتجهيزات ؟! قبل مطاردة ( الكُرَة ) أين رعاية الموهوبين في العلوم والفنون المختلفة ؟! وهل تمّ اكتمال الرفع من كفاءة كل المعلمين ؟! وهل أخذوا جميع مستحقاتهم ومخصصاتهم ؟! أعتقد أن الالتفات للكماليات والركض وراءها قبل تنفيذ الأساسيات ؛ إنما هو هروب من الواقع ، وهَدر للمال العام في البحث عن المُحَال !! وأخيراً لمسئولي التربية ( خَبَرٌ وطُرفة ) ؛ أما الخبر: ففيه أن « تركيا : قد قامت قبل أيام بتأمين ( 15 مليوناً ) من أجهزة « الآيباد « لطلابها !! وأمّا الطُّرْفَة ففيها : حكاية شَابٍ أجاد في قيامه بصلاته ؛ فكان فيها مطمئناً وخاشعاَ ، وأعطى كل ركنِ فيها ووَاجبٍ حقه ؛ وعندما أنهى صلاته ؛ أثنى عليه مَن كان في جواره ؛ قائلاً ( ما شاء الله عليك يا وِلِدِي ، صلاتك طيبة ) ، فكانت إجابة الشّاب : ( هذا وأنا مَا تُوَضّيت ) !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة.