التوسعة التاريخية للحرم المكي، والتي وضع أساسها خادم الحرمين الشريفين، هذا المشروع الكبير الذي يأتي تتويجًا لكثير من المشاريع التي شهدتها مكة، مهبط الوحي، ومنبع الرسالات السماوية، وشهدها الحرمان الشريفان في ظل قيادة الشهم خادم الحرمين الشريفين، والمشاريع العملاقة والتي تمثل محورًا تاريخيًّا، وإنجازًا، ومنها جسر الجمرات، وتوسعة المسعى، وغيرهما كثير ممّا ينفّس كثيرًا على الحجاج والمعتمرين، وحتى يستوعب هذا المشروع الزيادات العددية. نعم يا خادم الحرمين.. اهتمامك بخدمة الحرمين تحتل مساحة كبيرة في قلبك، ومشاعرك. ولاشك أن هذا المنجز التاريخي من الأعمال التي يرجى ذخرها بحجم أثرها. كيف لا.. وقد كنت كما ذكر أمير منطقة مكةالمكرمة سمو الأمير خالد الفيصل عندما قال: أيُّها الملك.. الذي أحب الناس فأحبّوه، وصدّقهم فصدّقوه، واحترمهم فاحترموه، لك في الأرض المقدسة أحلام تتحقق، وأفكار وأعمال تتألق، للاقتصاد أنشأت مدينتك الاقتصادية، وللعلم جامعتك العلمية التقنية العالمية، وللمعتمرين والحجاج بنيت صروحًا لتوسعة المسعى.. ومصنعًا لمياه زمزم وسقيا، وللحرم المكي إضافات، وشيّدت للحرم وقفًا، لا نرى له في البلاد وصفًا، إلاَّ شموخًا أضفى عليه شرفًا، وطاولت جبال مكة، ورفعت فوقها ساعة.. لك من مكة، وأهل مكة، وزوّار مكة كل الحب والتقدير والإجلال. يا أيُّها النبيل.. سيقر الله عينك، وتبتهج به نفسك، بل ونفوس الأمة جميعًا بهذا العمل، وهذه النقلة التاريخية، والعهد الجديد للمشاعر المقدسة، والتي يكفي فيها تضاعف الطاقة الاستيعابية للمسجد، وبهذا نحن قد دخلنا مرحلة تاريخية جديدة بهذه التوسعة العملاقة، ثم تقول يا خادم الحرمين للقائمين على المشروع، وأنت دائمًا القدوة.. شكرًا، هذا من فضل الرب عز وجل، وهذا ما لنا فيه كرم، الكرم للرب عز وجل، ثم للشعب السعودي الصادق الأبيّ والمسلمين قاطبة، هذا للمسلمين قاطبة. انتهى. إنها أعظم توسعة للحرم المكي الشريف على مر التاريخ على مساحة تقدر ب 400 ألف متر مربع، وبعمق 380 مترًا، بطاقة استيعابية بعد أن يكتمل بأكثر من مليون ومئتي ألف مُصلٍّ تقريبًا. يقول شريف قنديل.. مثلما ارتبط مصطلح الإصلاح بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ارتبطت به معانٍ ومصطلحاتٌ أخرى، بينها التوسعة التي هي في اللغة عكس التقتير، وهي نابعة من (أوسع يوسّع توسعةً). الجميع يعرف ويدرك حجم الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في خدمة قضايا الأمة الإسلامية حكومةً وشعبًا في كل الجوانب، وذلك ابتغاء مرضاة الله عز وجل، وما يُناط بها من الأمانة الدينية والإسلامية التي تعتنقها. قال تعالى: (إنّما يعمرُ مساجدَ اللهِ مَن آمنَ باللهِ واليومِ الآخرِ وأقامَ الصلاةَ وآتى الزكاةَ ولم يخشَ إلاَّ اللهَ فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين).