لمسات السعادة ..!

نَبحثُ دوْماً عنِ اللحظاتِ المُؤلمَةِ في بساتينِ السَعادَة؛
وَ نشعُرُ دائماً أنّ السعآدةَ ليْستْ لِعالَمِنا ، وبعيدةً عنْ أيآمِنَا ؛نُؤمنُ بأنّ عُمْرُها قصيرْ ، ولاَ نَشْعُرُ بهَا عنْدَ وجُودِها ؛نتَجاهَلُ كثيراً ما بيْنَ أيْدينَا ، ونتحَسّرُ على ما كَاَنَ وما لمْ يَكُنْ !ونُشْغِلُ أوْقاتِنَا بِالنظرِ على بساتينِ غيرِنَا ، وأنها أنْضَجُ ثِماراً مِنْ ثِمَارِنا ..!ويعيشُ كلٌ منّا مُسَلْسَلاً دِراميّاً ؛اجْتهدَ في تَأليفِهِ ، وأَتْقَنَ إخْراجَهُ ، ونَجَحَ في تَمْثيلِهِ بَطلاً لِدورِ الضَحيّة ؛وأخيراً نَكتَشِفُ أنّ موازينِنَا لمْ تَكُنْ لِصالِحِنَا ، وَننْصَدِمُ منْ عدمِ عدالةِ الحياةْ !
سُؤالٌ لا يُفارِقُنَا في كُلِّ عثْرَةِ حَصَى : لِمَاَذَاَ أَنَاْ ؟!
والبَعضُ منّا يتَقوقعُ في مُشْكِلَتِهِ ، ويَسْكُنُ تحْتَ سُؤالهِ ؛ لِيُمارِسَ دورَ المظلُومْ ، ويَضعُ في كُلِّ خُطوةٍ عُقدَةْ ؛وَينْسى أنْ يَقولْ : أَيْنَ أَنَاْ مِنَ الضَوْءِ الذي أرَاهُ آخِرَ النَفَق ؟ ومِنَ الوَجْهِ الآخَرِ للقَمَرْ ؟ومِنَ الشَمْعَةِ التي سَأُشْعِلُهَا بدلاً منْ لعْنَةِ الظلامْ ؟!
التَفَاؤلْ .. هوَ أرْقى سِماتُ الإنْسَانْ ، والمَنطِقُ الذي يُعَلِّمُنَا السَعادهْ ؛وَيجعَلُنا نتَقَبلُ الأُمورَ بِكُلِ تَقلُباتِها ، لأننا نحنُ منْ نُحددُ مدى واقِعيّتِنا ، نظْرَتِنَا ، وَثقافَتِنَا في التعامُلِ معَ صفَحاتِ الحياةِ المَجبورينَ على التعَايُشِ مَعَها بِالتَرْتيبْ ، وَكيفما جاءَتْ في الكِتابْ ؛التَفَاؤلْ .. هوَ البِذْرةُ النقَيّةْ ، والروحُ التّقيةُ التي ستَجْعَلُنا نرَى الحَياةَ أجْمَلْ ، والقَادِمُ أفْضَلْ ..الحياةُ تمْنَحُنَا الكثيرْ ولكِنها لا تَهِبُ لنا السَعادهْ ؛نحْنُ منْ نُحددُ المساحةَ التي نُريدُها ، ونحْنُ منْ نَتَّخِذُ قَرارُها ؛ولِكُلِ عَاقِلٍ عَقلَهُ ..بِقَدرِ ما نَفْتَحُ للحياةِ أذرُعِنا وَنحْتضِنُهَا بِقلْبٍ حَنونْ بِقَدرِ ما جَازتْ وَأعطَتْ ..!لأنّ المساحاتَ الضيّقةْ لنْ تُناسِبَ أَحْرُفَ السعاده ؛ولْنَتَذكّر .
( أنّ السَعَادَةَ ثَمَرٌ إذا لمْ ينْمُ في بيُوتِنَا ، فَمِنَ غيْر اللائِقِ أنْ نَطْلُبَهُ مِنْ بَساتِينِ النّاَسْ)
إسراء آل زريقان – مكة المكرمة