قد لا يخفى على البعض المسلسل الكوميدي (غشمشم)، والذي تعرضه قناة دبي الفضائية، وهو من بطولة الممثل فهد الحيان، والذي جاء إلينا في نسخته السادسة، باختلاف قد نقول عنه اختلافًا كليًّا نوعًا ما. فقد كانت بداية حلقاته قوية من ناحية الأفكار، وطريقة الطرح التي كانت تحاكي الروح الشبابية، والطاقات والمواهب الكامنة لديهم، والتي قد نقول إن البعض منها يحتاج إلى صقل ودعم وتشجيع؛ لكي ترى النور. وبالعودة إلى صلب الموضوع، وهو ما هو جديد غشمشم لهذا العام؟ لاحظت -ومع الأسف- أن مواضيع بعض الحلقات شبه مكررة، وتم تحويرها بشكل مغاير تمامًا عمّا كانت عليه من ناحية الشكل والمضمون، وبشكل احترافي من الكاتب، كما لفت انتباهي كذلك أن نصوص بعض الحلقات (السيناريو والحوار) لم تكن موفقة، ولم تحذُ بالتفاف النص بشكل جيد، ومقنع لدى المشاهد. ففي حلقة كان مسمّاها (يوم العيد) كان هناك إخفاق كبير في النص، حيث افتقد إلى ما يسمّى بلغة الترابط والانسجام، فنرى الجميع وعبر المشاهد في تلك الحلقة قد تخلّوا عن بطل المسلسل فهد الحيان، والذي كان يجسّد شخصية الولد إبراهيم، ذلك الولد الثري المدلل. ففي هذه الحلقة والتي سمّاها بيوم العيد نرى بأن الجميع قد تركه لظروف قد نقول عنها مقنعة، ولكن مع سيناريو الحلقة، وسير المشاهد لم يحدد الكاتب للنص أي عيد كان يتحدث عنه (الفطر أو الأضحى)؟ كما لم يُشرْ الكاتب إلى أيِّ اتصالٍ بين إبراهيم ووالديه في الخارج، أو حتى أصدقائه، حيث من البديهي أن يسأل الأهل عن أولادهم، والأصدقاء عن بعضهم البعض في مثل هذه المناسبات، خصوصًا أن إبراهيم كان وحيد والديه، كما أن آلية الدخول إلى مجريات الحلقة من الأساس لم تكن موفقة، أو مقنعة، حيث كان يجب على الكاتب استعمال خياله للانتقال من المعلوم إلى المجهول، كما أن الشخصية التي رسمها الكاتب لبطل المسلسل اختلطت بشخصية هزار ورشيد من الناحية الصوتية والحركية نوعًا ما في الأجزاء السابقة لغشمشم، وكان الأجدر من الكاتب أن يراعي عدة اعتبارات في رسم الشخصيات، فإبراز دور الشخصية وحجمها في بداية العمل مهم جدًّا، كما أن مبدأ تماثل الشخصية مع الواقع، وتناغم الإيقاع، واستخدام اللغة السليمة والمعبّرة في المشاهد من الشروط والأسباب التي تجعل العمل الدرامي بشتّى صوره يتكلل بالنجاح. وأخيرًا وليس آخرًا غشمشم 6 لهذا العام كان جميلاً في بدايته، أصابه بعض القصور نوعًا ما في بعض الحلقات من ناحية بناء العقدة أو (الحبكة)، وأتمنى أن تكون بقية الحلقات ناجحة ومكتملة العناصر.