رغم افتقاده لروحانية رمضان التي اعتاد عليها بالوطن وبالذات العاصمة المقدسة إلا أنه سعيد بتقديم الخدمات للمسلمين بدولة كازاخستان والمشاركة في الدعوة وتقديم المحاضرات. الشيخ محمد مسعود العميري الذي عاش ستة أعوام ببروكسل كإمام جامع خادم الحرمين الشريفين سابقًا والملحق الثقافي بجمهورية كازاخستان حاليًا يتذكر ذلك الاجتماع العائلي والأسري وروحانية رمضان المبارك بمكة المكرمة والتوجه لأداء الصلوات بالمسجد الحرام بأنها فرصة لا تعوّض، وقال بأن تناول وجبة الإفطار في رمضان مع المسلمين في كازاخستان تعوضه عن كل ذلك، حيث كان هناك اجتماع يومي مع المسلمين لتناول الإفطار ووجبات السحور. ويروي قصة عادات الكازاخستانيين في الإفطار أنها لا تختلف عن بقية الشعوب المسلمة، بحيث يتناوب بعض الأسر في تفطير بعضهم البعض، بحيث يدخلون بيت كل واحد منهم ويفطرون عنده، وتعتبر الشوربة وكذا المنتو والرز البخاري من أساسيات طعام الإفطار في المائدة الكازاخية، ومن اللحوم على المائدة لحوم الخيول، إذ أنها لذيذة الطعم لديهم. أما عن عاداتهم بصفة عامة فالشعب الكازاخي شعب كريم ووجبة الطعام تستغرق وقتًا طويلًا؛ لأنهم يقدمون الطعام المتنوع تِباعًا، وإذا دعاك لشرب الشاي، فاعلم بأن الطعام حاضر معه. وذكر الشيخ العميري بأن هناك برامج خاصة بشهر رمضان المبارك لهذا العام تكمن في مشروع هدية خادم الحرمين الشريفين لإفطار الصائمين بجمهورية كازاخستان، والتي تقدم للصائمين من الرجال والنساء، كما أنها تقدم وبشكل يومي من 150 إلى 200 رجل وامرأة، كما أن هناك محاضرة يومية قبل الإفطار لتبصير المسلمين بأمور دينهم، وأيضا دروس يومية بعد الظهر أو العصر في أحكام الصيام وآدابه كما يتم توزيع عشرة أطنان من التمور خلال الشهر الكريم، وتوزيع أكثر من 2000 نسخة من القرآن الكريم خلال الشهر المبارك، إضافة إلى تسيير قوافل دعوية في أرجاء جمهورية كازاخستان ولمدة 75 يومًا للوعظ والإرشاد في القرى النائية، تبعد بعضها أكثر من ألف كيلو متر عن مدينة ألماتي. وأبان ل(المدينة) بأن الملحقية تنظم أيضا مسابقة القرآن الكريم والسنة النبوية خلال شهر رمضان 1432ه في الأجزاء الأول والثاني والثالث والخامس والعشرون، وأيضًا مسابقة في حفظ 25 حديثًا من رياض الصالحين مع مسابقة تحريرية في الحديث. ويتم تنفيذ ندوة رمضانية عن أحكام الصيام وآدابه لمدة أربعة أيام، والحضور المتوقع 60 شخصًا في اليوم. وأوضح العميري بأن الحرص على تنفيذ هذه البرامج هي بحق تعوض الشخص عن فقدان الأهل والأحبة لابتغاء الأجر والمثوبة.