«هل يمكن أن يكون دوبلير؟ .. لا .. مستحيل ألم تسمع صوته وهو يقول: إنه موجود يا أفندم أنا أنكر كل هذه التهم جميعها» هذا الحوار ليس استثناءً ولا حالة معزولة .. لقد تكرر بشكل أو بآخر ربما في كافة أنحاء مصر بعد أن شاهد الجميع وعلى الهواء مباشرة محاكمة الرئيس المصري السابق محمد حسنى مبارك. المحاكمة التي اتفق الجميع على تاريخيتها باعتبارها سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ مصر وضمن عدد قليل لرؤساء دول جرت محاكمتهم عبر التاريخ، حيث اعتبر غالبية المصريين أن يوم محاكمة الرئيس يعتبر أهم ثاني حدث في تاريخ مصر بعد الثورة حيث كان الأول دون منازع هو تنحي مبارك عن الحكم. ولقد تضافرت الدولة والمجتمع لتخرج المحكمة بشكل مناسب وصحيح يضع مصر على طريق الديمقراطية والحضارة .. فالمجلس العسكري قام بواجبه في أن تأخذ العدالة مجراها وأثبت بالدليل القاطع أنه لم يكن في الأمر لا صفقة بين الرئيس السابق والمجلس ولا شفقة لأن الرئيس السابق كان قائداً أعلى للقوات المسلحة وواحدًا من أبطال حرب اكتوبر. وكان المجتمع في أفضل أحواله فهو يريد العدالة ولكن من خلال القانون ومن خلال القاضي الطبيعي وليس من خلال محاكم استثنائية ولا قوانين أمن دولة ولا محكمة غدر ولا محكمة ثورة ولا أي محاكم عرفتها ثورات أخرى نصبت فيها المشانق حتى قبل أن تبدأ المحاكم.. محاكمة مبارك .. كانت محاكمة تاريخية بكل المعايير لكن هل يمكن للمصريين أن يتعاملوا معها كتاريخ؟ وأن ينظروا لاستحقاقات مرحلة ما بعد المحاكمة سياسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا ودينيًا.. صورة «مصر المستقبل» كيف نصنع المستقبل وكيف نلتقط الصورة بعد تنحيه ( كادر) المحاكمة جنائياً.. هذا الملف محاولة لرسم ملامح مصر بعد هذا الاستحقاق الهام.