لم يثر مسلسل «الحسن والحسين ومعاوية» كل مسلم غيور على دين الله وأهل بيت رسوله فحسب، والذى يتضمن تجسيدا لشخصية عدد كبير من صحابة الرسول وشخصيات دينية، فبالإضافة إلى سيدنا الحسن وسيدنا الحسين، هناك معاوية بن أبى سفيان، عبد الله بن الزبير، ويزيد بن معاوية، وزينب بنت على بن أبى طالب، والزبير بن العوام، وأبى هريرة، فربما ينظر البعض له كونه مسلسلا تاريخيا وإن اختلف أو اتفق مع تصوير الصحابة رضوان الله عليهم بل وسيدي شباب أهل الجنة وأكثر أهل الأرض شبها برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن ما أعتقد أنه يجب التوقف عنده حقيقة هو ذلك السم المدسوس في العسل، فسموم التشيع ونشر الدولة الصفوية وتصوير الإسلام للعالم من وجهة نظر أحادية هي النظرية الشيعية عبر بوابة عسل الإعلام وشهده، هو ما يستحق التوقف. فالمتابع لإنطلاقة القنوات الشيعية منذ العام 2005 وارتباطها بانهيار العراق، وتفتيت أواصره، ومن ثم بزوغ الفجر الشيعي والإعلان عن نفسه بجهوزية فائقة الجودة، ساعد عليها أحداث الجنوب اللبناني والانتصار الذي طبل له الإعلام العربي جميعه، ولم ننتبه إلى أن هناك رسالة خفية مفادها أن نصرة الإسلام ورفعته لن تأتي إلا عبر جنود وحزب الله في الأرض! لا أستطيع خلال تفكيري في تلك الأحداث التي أثارتها زوبعة المسلسل إلا الربط بين المد الصهيوني وإقرانه الدين بالسياسة واتخاذ عصا الإعلام السحرية لعزف كل المقطوعات، واللعب على أوتار العاطفة واستمالة العالم للقضية الإسرائيلية وتغييب الكل عن واقع الانتهاكات التي يمارسها الصهاينة على الفلسطينيين، بل وقلب الحقائق وتجريم الضحية، فنحن لم نفلح في توضيح الصورة للعالم بعد، حتى نفاجأ بضربة أخرى وبنفس الآلية وبنفس الأدوات، فطبيعة التشيع من الأساس الدمج بين ما هو سياسي وما هو ديني، خاصة مع وجود دولة مذهبية مكتملة الأركان، وبالتالي تنعكس الأفكار السياسية على الخطاب الشيعي المقدم في سياق الفضائيات والمسلسلات، فهل علينا دائما قبول الآخر والتعايش مع الآخر وإلى آخر هذه الشعارات بما يمليه علينا ذلك الآخر من أفكار وتشويهات وإن عارضنا أو اعترضنا لا نوسم إلا بالتحجر والجمود، لم يعد الحل في المنع فالفضاء أرحب من أن نمنع فيه ما لا نملك، وليس الحل بقنوات مضادة يعتليها أنصاف علماء إما أن يكيلوا السباب والشتائم للشيعة وإما ينادون بسذاجة بحالة تسامح لا يقرها الواقع،ولا ينشغلون إلا بطول الثوب ونمص الحواجب، المال يحرك الإعلام والإعلام يحرك القضايا ويلوي الحقائق ويسيل لعاب كشف المستور، نريد صحوة حقيقية ونصرة لله ورسوله، لا ندع فيها من يزيفون الحقائق والتاريخ ويضعون الحسن والحسين ومعاوية ونسله قتلة آل البيت في جعبة واحدة، ولا من يتطاولون على صحابة رسول الله وزوجاته كمنقذين للإسلام، نريد إعلاما يستبق الأحداث والتوقعات لا إعلاما يبكي على التاريخ المهدر والدين المستباح. الشريف خالد هزاع بن زيد - جدة