عندما أنهى راؤول قبل أقل من ثلاثة أشهر عامًا أولاً رائعًا مع شالكه، كان من الصعب على أحد أن يتخيّل أنه سيصل إلى انطلاقة الموسم التالي، وسط كل هذه العلامات الاستفهامية. ويلفت التناقض الانتباه. فبعد أن كان قائد ريال مدريد السابق يعرب حتى مارس الماضي عن سعادته بحياته الجديدة، وسط تكهنات بأن تمديد تعاقده مع شالكه بات إجراءً شكليًّا محتومًا، تحوّلت وسائل الإعلام الآن إلى التشكيك بتجديد العقد، بل وترجيح عودة وشيكة له إلى إسبانيا. وفي غضون ذلك يحتفظ اللاعب بصمته منذ أشهر. ويبدو أن حظ الهداف الأسطوري الذي تغيّر فجأة يحمل اسمًا هو رالف رانجنيك. فمدرب شالكه يعد فريقًا شابًا لخوض الموسم الجديد -الفريق يملك أصغر معدل سني بين جميع أندية البوندسليجا بواقع 22.8 عامًا- يتميز بخط هجوم سريع للضغط في المقدمة، وراؤول (34 عامًا) يبدو مخالفًا لكلا السمتين. وقرر المدير الفني تأخير المهاجم بحيث يقوم بدور أشبه بصانع اللعب المتقدم، لكنه اتّخذ قرارًا أشد صرامة، حيث تشير العديد من وسائل الإعلام إلى أنه اتفق مع إدارة النادي على عرقلة تمديد عقد اللاعب الإسباني، الذي ينتهي في 30 يونيو 2012. وقال هورست هيلدت المدير الرياضي لشالكه لصحيفة «شبورت بيلد» إنه ليس لديه نية «لجعل راؤول يرحل». بيد أنه حذر أيضًا من أن على النادي أن «يقرر الجدوى الفنية والمالية للأمر». والملايين السبعة من اليوروهات التي يحصل عليها الإسباني كراتب سنوي قد تكون نقطة أخرى ضده. وقال هيلدت صحيفة «بيلد» من أجل غلق الباب أمام التكهنات «بالنسبة لسنّه ونجاحاته وشخصيته، يعد راؤول قائدًا طبيعيًّا لشالكة حتى ولو لم يكن يحظى بمنصب رسمي». والأمر المؤكد أن القيادة الفطرية لا تزال هي أبرز سمات نجم شالكة، خاصة بعد أثبت أحقيته بذلك في موسمه الأول المثير للإعجاب. وبفضل طرق التدريب الصارمة للمدرب السابق، المثير للجدل فيليز ماجات، استعاد اللاعب مستواه وتحوّل إلى رمز لهجوم الفريق ولصورة النادي، بعد أن أحرز 13 هدفًا في البوندسليجا وخمسة في دوري أبطال أوروبا، كما استعاد سمته كلاعب مقاتل وأحرز أهدافًا حاسمة كي يعوض الفريق موسمه المتواضع في الدوري، عبر الفوز بكأس ألمانيا، والتأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه.