لا يغيب عن منصفٍ عاقلٍ أنّنا في هذا الوطن الغالي ننعم، ولله الحمد، بالأمن والرخاء ورغد العيش منذ وحّد الله هذه البلاد، والعباد على يد الملك المؤسس عبدالعزيز طيّب الله ثراه، حتى اليوم عهد العطاء العميم، والعيش الكريم عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله، هذا الملك الإنسان الذي يسجِّل كلَّ يومٍ مواقف تثبت أنّ هذا الملك المؤمن، هو دائمًا الاسم الكبير لكل معاني الرحمة والإنسانية، الذي فيه تتجلّى صورُ الخير بكلِّ أشكاله، وليس هذا من قبيل التراشق الدعائي، أو إقرار فضفاض لا يستند إلى حقيقةٍ، أو وقائع جادّة، بل هي شواهد ماثلة، ومآثر فعلية، ومواقف إنسانية نبيلة، ينتشر صداها يومًا بعد يوم، خير وعطاء ورفاهية وتقدّم في كلِّ أرجاء الوطن، وكمواطنين ننتمي إلى هذا الوطن، لا أخال أنّ أحدًا منا يُغفل هذه الحقائق التي نعيشها، وننعم بها في ظلِّ قيادة هذه القامة العملاقة الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، ولعلي أشير هنا إلى شيءٍ من تلك الحقائق، والمواقف النبيلة له -حفظه الله- حينما إنحاز كعادته إلى جانب المواطن؛ لوقف الغلاء الذي اجتاح بعض السلع الغذائية، فأمر بزيادة دعم الأعلاف ومدخلاتها بنسبة 50%، وهذا القرار تجسيدٌ حيٌّ وصادقٌ على استشرافه -حفظه الله- لمعاناة المواطنين، ورغبته بخفض أعباء الأسعار عليهم، خاصةً مع حلول شهر رمضان المبارك، مما أثار ارتياحًا شعبيًّا واسعًا، وردودَ فعلٍ إيجابية لدى المواطنين، والمستثمرين. وختامًا يسرُّني أن أقول للمستهلكين: إنّ عليهم دورًا كبيرًا بأن يتمتّعوا بثقافة الترشيد والاقتصاد، بعيدًا عن الاسراف، والتبذير الذي يسبب الغلاء. وأقول أيضًا للتجار والمستثمرين: إنّ يراعوا المستهلكين الذين كانوا دائمًا المصدر، والأساس؛ لتوسُّع تجارتهم، وثرائهم، واستشعار المسؤولية الوطنية، والأخلاقية، والإنسانية في هذا الجانب، وأن يتذكّروا أنّ المملكة لا تفرض الضرائب على أيِّ تجارةٍ، أو استثمارات، كما تفعل الدول الأخرى، وأن لا ينسوا أنّ حرية السوق لا تعني الجشع، والاستغلال، والاحتكار، وافتعال الأزمات، وهو ما يُحتِّم ضرورة تفعيل دورٍ رقابيٍّ صارمٍ من الجهات المختصة للأسواق، وإيقاع أقصى العقوبات على المخالفين، والمتلاعبين بالأسعار حتى يؤتي القرار آثاره الإيجابية في تخفيض جذري للأسعار. العميد الركن / عبدالله عاروك الشهري - الرياض