استعدت معظم القوى السياسية المصرية للمشاركة في «مليونية لم الشمل» اليوم وسط تخوفات من حدوث وقيعة بين التيارات والقوى الثورية سواء بسبب البلطجية أو فلول النظام السابق، وقامت أحزاب بوضع المنصات الرئيسية وتجهيز الميكروفونات لإلقاء الخطب في ميدان التحرير، بعد أن توصلت جميع القوي الأساسية المشاركة في جمعة اليوم إلى موقف يدعو لنبذ الخلاف الإيديولوجي. وخيّم على ميدان التحرير أمس هدوء نسبي بعد رسائل تطمين أرسلها قادة لجماعة الأخوان المسلمين وبعض قادة الجماعات السلفية، رغم خلاف برز بين السلفيين بعضهم البعض حول الدعوة إلى إخلاء الميدان من المعتصمين، ولكن كانت الغلبة للتيار الرافض لإخلاء الميدان. وقال الدكتور عصام العريان القيادي في جماعة الإخوان إن مظاهرات جمعة اليوم لن يقل أعداد المشاركين فيها عن 3 ملايين مصري، مشدداً على أن لدى التنظيم خطة لتأمين ميدان التحرير وحمايته من البلطجية كما تمت حمايته أثناء الثورة المصرية. وشدّد العريان على أهمية توعية الشعب بخطورة الوضع القائم وكثرة عدد حالات الاعتصام، محذراً من قطع الطرق بالاعتصامات وأثر ذلك على السياحة التي هي أحد مصادر الدخل القومي. وأكّد حمادة الكاشف عضو اتحاد شباب الثورة المشارك في مظاهرة اليوم أن المطالب ستنحصر بعلنية محاكمة مبارك والعادلي ورفاقه ووجوب حضور مبارك إلى قفص الاتهام في جلسة 3 أغسطس القادمة، وسرعة محاكمة قتلة الشهداء وجميع الفاسدين من النظام السابق، والتطهير الكامل للأجهزة الدولة من الفاسدين، ووقف المحاكمات العسكرية ضد المدنيين، مشيراً إلى أن هدف الجميع اليوم هو تحقيق مطالب الثورة التي سالت من أجلها دماء الشهداء. من جانبها أعلنت أحزاب الغد والعمل والحزب الاشتراكي المصري والعمال الديمقراطي والجبهة الحرة للتغيير السلمي والجبهة الشعبية لحماية وتدعيم مطالب الثورة تعليق اعتصامها وعدم المشاركة في مليونية الجمعة، وقالوا في بيان لهم: إن قرار تعليق الاعتصام جاء انتظارًا لحركة تغيير المحافظين في ضوء تصريحات رئيس الوزراء ووزير التنمية المحلية عن تغييرات واسعة.