تقام في جدة هذه الأيام أول مسابقة حية للفن التشكيلي بهدف توثيق التراث الحجازي تحت اسم «جدة زمان»، حيث يتعاون صاحب القصة القديمة والصورة العتيقة والقطعة الأثرية واللوحة المعبّرة ليجتمعوا في مكان واحد يخلق جواً مماثلاً لأجواء حارات جدة زمان، وتقام هذه المسابقة بمركز الردسي مول بجدة. وقالت دعاء ثابت (صاحبة الفكرة وأحد المنظمين لهذا الحدث): نشكر جميع الرعاة على دعمهم لتوثيق تاريخ مدينتنا، ونحن بحاجة إلى أن نتذكّر تاريخ أجدادنا ونحفظة للأجيال المقبلة، وأتمنى أن تبقى هذه اللوحات خالدة وأن تمر 100 عام ليقف طفل أمامها ويقول: هكذا كان لباسهم في القرون الماضية وهكذا كانت فصولهم وهكذا كانوا يأكلون طعامهم ويحتفون بزفاف ابناءهم. وأضافت ثابت: الفنانون هنا يرسمون بريشتهم لمسات وفاء لاجدادهم ويصوّرون قصصًا سمعوها في طفولتهم، الكل جاء يحتفي بذاك التاريخ، ولدينا برنامج مليء بقصص الحكواتي والمجسّات تشمل مواضيع مثل الزواج ايام زمان ورمضان والشعبنه والعيد وغيرها من قصص حارات جدة القديمة. اكما قالت الفنانة التشكيلية فاطمة باعظيم (أحد المنظمين): هذا الحدث يثبت أهمية الفنان التشكيلي في توثيق تراث الوطن وأهمية وجوده في حمل الرسالة وإيصالها للعالم، فكل فنان وفنانة مشاركين في هذ الحدث يرسمون بكل حنين وبكل حب وتحملهم الذاكرة لكل ما صدر من أباءهم وأجدادهم من حكايات وأحداث للماضي الجميل، وهذه الخطوة هي بداية قوية لنشر الثقافة البصرية بلغة الماضي وفكر الحاضر، وبهذه المناسبة نشكر متحف الدينار الإسلامي ومدينة الطيّبات للعلوم والمعرفة على القطع الأثريه والروح التي أضافوها للمكان لنعيش أجواء جدة زمان، وقد قدم المهندس أيمن رمضاني رعاية شاملة لهذا التوثيق عبر التواصل الشبكي وتسجيل كل لحظة في المعرض عبرالإنترنت ليكون «سجل جدة زمان» قائم للأبد ونجد له مرجع في جوجل وموسوعة وكييديا العالمية، وقد بدأنا بعرض الزفة القديمة وسرد الحكايات عن طريق الحكواتي وبرنامج المسابقات مع عمو حكيم وسيظل البرنامج مع ورش الخطاطين وتوثيق الرسامين مستمر يوميا من 5 مساء إلى 11 ليلًا وليوم الخميس المقبل (27شعبان).