"وداعًا وشكرًا"، بهذه العبارة الموجزة أنهت المجلة الأسبوعية البريطانية "News Of The World / أخبار العالم"، نهاية الأسبوع الماضي مسيرتها الإعلامية بعد رحلة 168 عامًا جعلت منها الأكثر مبيعًا، بسبب عناوينها الساخنة والمثيرة واهتمامها بكشف فضائح الأثرياء وأعضاء الأسرة المالكة والمشاهيروجاء قرار توقف المجلة على خلفية فضيحة تصنت هاتفي أحدثت هزة سياسية وإعلامية في بريطانيا. وقد عبر كولين مايلر رئيس تحرير الصحيفة لوسائل الإعلام التي احتشدت خارج مقرها في شرق لندن عن أسفه لإغلاق الصحيفة، قائلاً: "لم نأمل أن نكون في هذا الوضع ولم نكن نستحق أن نكون فيه لكن كتقدير أخير لسبعة ملايين ونصف قارئ.. هذا من أجلكم ومن أجل العاملين.. فشكرا لكم". وتراوحت الاتهامات الموجهة للصحيفة بالتنصت الهاتفي على طائفة من المستهدفين بدءا بالمشاهير وحتى الأطفال المفقودين وأقارب قتلى تفجيرات لندن 2005 وأقارب الجنود القتلى في الحروب. وتسببت تلك الفضيحة في احتقان الرأي العام بشكل كبير. وأثارت الفضيحة كذلك علامات استفهام بشأن الصلات التي تجمع بين السياسيين ومن بينهم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وأقطاب الإعلام مثل روبرت مردوك رئيس مجموعة نيوزكورب الإعلامية ورئيسها التنفيذي، والتي تتبع لها المجلة، وكان كاميرون قد عين رئيس تحرير سابقا للصحيفة مستشارًا له.