قال الضَمِير المُتَكَلّم : طَوّق الفقر والمرض حياة عجوز مسكينة في نهاية العِقْد الخامس من عمرها، فَبعد وفاة زوجها قبل عشرة أعوام أصبحت تعيش ؛ بل الأصح أنها تموت في دوامة من جحيم الفقر ، ونار البؤس ! هذه العجوز الغَلْبَانة ليس لها بعد الله إلا صدقات المحسنين التي مهما حضرت فإنها لا تدوم ؛ فلا دَخْل ثابت ، ولا بَيت يحتضنها ! فهي تتألم كل شهر بحثاً عن إيجار المنزل المتواضع الذي تقطنه ، وتتعرض للتهديد بالطرد في حال عدم دفعها الإيجارات المتأخرة عليها ، وفي هذه الأيام تحترق بلهيب الصيف ؛ لعدم قدرتها على تسديد فاتورة الكهرباء ! تستغيث تلك العجوز البائسة مرددة : يا ناس يا هُوه يزيد من شقائي أعْبَاء ( ابن ) يلتهمه مرض نفسي ، إذ يحتاج لرعاية واهتمام ومصاريف إضافية ، وفي خضم تلك الأمواج المتلاطمة من الهموم والآلام تؤكد تلك ( العجوز الطيبة ) : أقسم أنني أفكر في مشروع التسول ! تلك المرأة المطحونة ليست فصلاً من خيال رواية ( البؤساء لفيكتور هيجو ) ، ولا هي عابرة تقطعت بها السّبُل ، ولا وافدة على بلادنا ، مخالفة لنظام الإقامة ؛ بل هي مواطنة سعودية رسمت دموعها صحيفة الحياة بنسختها السعودية يوم الأحد الماضي ! نعم مواطنة سعودية أصل ومنشأ نسيها المجتمع بمؤسساته الرسمية والخيرية ، المؤسسات الحكومية تحرمها من حقها في العيش الكريم في وطنها ، بتجاهلها وعدم البحث عنها ، وبالبيروقراطية والشروط التعجيزية من أجل مساعدتها ؛ أما الأوقاف والأربطة فلم تستطع الوصول اليها!! أما المؤسسات الخيرية فهي لا تنشد البؤساء المتعففين ؛ فَكرمها غالباً لمَن هم على أبوابها من المتسولين ؛ ثم كما أكدت سابقاً صدقوني أن العديد من جمعياتنا الخيرية التي يجلس مسؤولوها على كراسي الإدارة في أرقى المَقَرّات ، وفي أفخم الطرق والميادين ، والتي نداءاتها وإعلاناتها للتبرع تملأ الأجواء مختطفة من بعض الوافدين ، محروم من خيرها الفقراء من المواطنين ! دموع تلك البائسة وأمثالها وتسولها امر مخجل ان يكون في مجتمعنا الذي يرتوي من نهر عطائه العطشى والمحرومون في مختلف دول العالم ! مسح دموع تلك المرأة السعودية واجب على المؤسسات الحكومية المعنية ؛ ولذا فلابد من آلية حديثة وميسرة ومضمونة للوصول للمحتاج في داره بما يحفظ كرامته ، ويمكن في ذلك الإفادة من عُمَد الأحياء بعد تفعيل أدوارهم ! ومع الإيمان بأن حق المواطن والمواطنة في العيش الكريم واجب رسمي حكومي ، وأن الجمعيات الخيرية ذات أدوار تكميلية ؛ فالواقع يتطلب هيكلة أنظمتها وبرامجها والأهم توطين تبرعاتها ؛ فالأقربون دائماً أولى بالمعروف ! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain